هند الهلال – الدمام-المختصر الاخبارية
من منطلق الأمر الرباني في كتاب الله و سنة رسوله صلَ الله عليه و سلم..
قوله تعالى :(فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ ) – سورة البقرة آية 184 .
و قوله صلى الله عليه و سلم : (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً).
و من منطلق تحفيز العمل التطوعي و إقامة جمعية ود للتكافل و التمية الأسرية بحي الإسكان بالخبر و مع وزارة التربية و التعليم بالشرقية لجائزة (سما ود) للعمل التطوعي و تحفيزنا..
و إبتدائاَ من مسمى مكتبنا المتواضع (مكتب الفيصلية للخدمات الإنسانية) المندرج تحت فريق يلا نعمر التطوعي بدأنا أول خطوات نجاحنا و شققنا الطريق معاً و تعاهدنا أن نسعى لهذا العمل على أكمل وجه و أن نرضي الله قبل أن نرضي الغير .. راجيين من الله أن يتقبله منا قبولاً حسناً..
أول خطوات سعادتنا كانت في تخطيطنا للأسرة التي سنزورها و في عملنا هذا لا نقتصر فقط على الأسر المحتاجة سعودية الجنسية بل نبحث عن كل من يحتاج يد العون فهم سكان بلدنا حكمت عليهم ظروف الحياة بالعيش خارج بلدهم .. و بحمد الله زرنا أسرة أم عبدالرحمن .. أم عبدالرحمن صومالية الجنسية عاشت منذ صغرها في المملكة تاهت بها طرق الحياة هي و زوجها إلى أن حكمت بهم على سكنهم في منطقة الثقبة بشقة بعمارة متهالكة و حكمت على زوجها بالعمل في مدينة الجبيل و العودة لهم كل نهاية أسبوع براتب شهري قدره ألف و خمس مائة ريال.. ألف و خمس مائة ريال في زمننا هذا ماذا تكفي؟ مؤونة ؟ ايجار شقة ؟ مستلزمات خاصة ؟ أو رعاية صحية .. لديها ابن و ابنة .. ابنة متزوجة و ابن يبلغ من العمر 18 .. في يوم الثلاثاء 17 جمادى الأولى زرنا مقر أم عبدالرحمن بعد اخذ الموافقة منها لنتفقد حالتهم و بعد وصولنا لمقر سكنها رحبت بنا كأبناء لها استقبلتنا في منزلها بالرغم من فقرهم فرئينا كرمها في أخلاقها و كلامها الذي رسم لنا طريق الصبر في حياتها عشنا معها أقسى لحظات حياتها .. ودَعنا أم عبدالرحمن بكل ما تركناه من أمل بأن نعود لها في اليوم التالي و معنا ما تحتاجه و ما يكون بوسعنا تلبيته .. ام عبدالرحمن مثال لتلك الام الحنون التي تخاف على مستقبل ابنها و بالرغم من طيب قلبها إلا انها اصرت ان تدلنا على بعض الاسر المحتاجة .. في اليوم التالي نهضنا مسرعين فرحين لما سنقدمه فرسم الابتسامة و ادخال السرور في منزل يكاد ان يدخله السرور بالشهر مرة .. هذا أمر يكفينا فخراً بأنفسنا و أن نكون خير ثمار للمجتمع .. يوم الأربعاء 18 جمادى الاولى توجهنا إلى سوبرماركت واحة المستهلك و أحضرنا مؤونة كاملة و ذهبنا الى ام عبدالرحمن و معنا المؤونة التي تكفي لها بإذن الله شهر .. و عملنا معها مقابلة و كانت تردد *إذا كذبت فهناك رب سيحاسبني* ما أجمل هذه العبارة فهي مؤمنة بقضاء الله و قدره .. صبرت و تحملت كل الصعاب من أجل أبنائها فما أجمل صبر الأم و ما أحن قلب الأم حين تحرم نفسها من الأكل لأجل أبنائها .. و من بعض الإحتياجات كانت تحتاج إلى فرن و أحضرناه .. و مع حرارة الصيف إلا ان منزلها لا يوجد به تكييف و كانت تحتاج الى سرير و نحن نعمل جاهدين لتوفيرهم لها.
بعد زيارة أم عبدالرحمن أدركنا و صحينا من غفلتنا و رأينا أمام نصب أعيننا حال هؤولاء الأسر .. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجعلهم أغنياء بدينهم و سنة نبيهم و أن يفرج همومهم و يسعد قلبهم
أخيراً أتوجه بالشكر الجزيل لجمعية ود للتكافل و التنمية الأسرية و وزارة التربية و التعليم لهذه الفرصة التي جعلتنا أفراد نافعين في مجتمعنا .. كما لا أنسى من كان لهم الفضل من بعد الله في الدعم المادي مدير عام مدارس الفيصلية:الأستاذة هند الهاشم و الدعم المعنوي المشرفة أ/منيرة الدوسري و وكيلة المرحلة الثانوية بمدارسنا أ/أريج العتيبي .. و لا أنسى المتطوعين من فئة الشباب .. كما نشكر سوبرماركت واحة المستهلك على تعاونهم .. جزاكم الله خير الجزاء نسأل الله أن يجمعنا بكم في جناتٍ عرضها كعرض السموات و الأرض.