- "التطوع قيمة أصيلة غُرست منذ القدم وتنمو مع الزمن، لتمثل منهج لديننا الإسلامي الحنيف وقيمنا الاجتماعية الراسخة" .. هذه مقولة لصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، تشير بوضوح إلى قيمة التطوع في حياتنا، كمجتمع سعودي، وهو بالطبع أحد جوانب العمل الاجتماعي، الذي تتميز به بلادنا والحمدلله.
- وإذا كان البعض يعتقد أن مشاركة المرأة في العمل الاجتماعي والتطوع حديثة في هذا المجال فيبدو أنهم لم يقرؤا كثيراً عن السيدة عفت الثنيان، زوجة الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود -رحمهما الله- فقد أدت منذ ثلاثينات القرن الماضي الميلادية دوراً بارزاً ومبكراً في تمكين المرأة السعودية، وفتح الأبواب أمامها لتنال حقوقها، وأهمها التعليم، إذ كانت الفتيات السعوديات حينها يواجهن معاناة كبرى في هذا الجانب.
- كما كانت -رحمها الله- همزة الوصل بين الملك فيصل، وبين نساء المملكة، حيث كانت تنقل له -رحمه الله- شكواهن، وتوضح له مشاكلهن، وكان ذلك الجسر الذي عبرت من خلاله النساء للتعليم بعد موافقة الملك فيصل طيب الله ثراه.
- أن دور المرأة السعودية في العمل الاجتماعي قديم، وليس وليد فترة التسعينات، وأن رؤية 2030 على يد سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، عندما وضعت تنمية دور المرأة بالمجتمع ضمن محاورها، إنما أرادت إعادة إحياء هذا الدور، وتطويره، ودعمه، بعد أن تعرض للعرقلة بوقت ما، تحت وطأة عوامل يصعب حصرها في تلك السطور.
- أما في وقتنا الحاضر ومع احترامي وتقديري الكامل لكل الكيانات النسائية العاملة في المجال الاجتماعي، فإن الأميرة البندري بنت عبد الرحمن آل سعود، -التي انتقلت الى رحمة الله تعالى قبل أيام- تظل الوجه النسائي السعودي الأبرز في مجال العمل الاجتماعي، فقد كانت رحمها الله تشغل منصب الرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك خالد الخيرية، واستحقت بأعمالها المتنوعة كما قالت عنها د.تماضر يوسف الرماح نائب وزير العمل والتنمية الاجتماعية أن تكون : سيدة العمل الاجتماعي، ورائدة العمل الخيري بالمملكة.
- وما بين الماضي والحاضر، تستمر بإذن الله مسيرة المرأة السعودية في إثراء هذا المجال الحيوي، لرسم مستقبل أفضل، حيث تشير إحصاءات وزارة العمل والتنمية الاجتماعية إلى أن مشاركة النساء بعالم التطوع بمفرده يشكل ما نسبته 69% من عدد المتطوعين.
- المرأة السعودية اليوم موجودة في التدريب التطوعي، ومساعدة الأسر المحتاجة، وحل المشاكل والخلافات الأسرية، ودعم أعمال الجهات المختلفة كالدفاع المدني، والحج والعمرة، والأوقاف، وغيرها، إضافة إلى قيادة الفرق التطوعية، والعديد من المجالات الأخرى، والتي تشكل أساسيات العمل الاجتماعي، وهي تساهم في جعله أكثر انضباطاً وانتظاماً. وتحظى في ذلك بدعم من القيادة الرشيدة -حفظها الله- ولذا فإن القادم سيكون أفضل بإذن الله.
- د. فاطمة بنت عبدالباقي البخيت - الدمام
كاتبة رأي ومهتمة بالتنمية الاجتماعية