- اهتمت أغلب المؤسسات التربوية والإجتماعية والشبابية سواءأكانت الحكومية منها أو الخاصة بالتعليم الأكاديمي والمهني ورفد أفراد المجتمع بمهارات التعليم بأنواعه و تنمية القدرات وتطويرها، والعديد من المجالات وبالأخص ما ظهر من برامج تخص تنمية الموارد البشرية والتنمية المستدامة،
- وبالفعل نجد أن العديد من أفراد المجتمع العربي تطورت قدراتهم وتبوء أغلبهم مراكز وظيفية وعلمية متميزة ليس على الصعيد العربي بل تم تقدير أدائهم من مؤسسات عالمية أيضا، وبعد متابعة هذه البرامج والأنشطة ومقارنتها بأعداد الإحصائيات الخاصة بدراسة الحالات والمشكلات على مستوى الوطن العربي بأكمله وفي بعض الدول العربية تحديدا نجد أن هناك أحصائيات تحتاج إلى وقفة علمية جادة لدراستها وهي ما تتعلق بحالات الإكتئاب أو القلق أو ضعف ضبط الإنفعالات وغيرها التي تتعلق بالصحة النفسية لأفراد مجتمعنا.
- والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ما هي المؤسسات التي تهتم بالرعاية الصحية النفسية في بلادنا؟
- وهل تم التخطيط لرصد مختصين نفسيين لتقديم هذه الرعاية لتحديد قدرات أفراد المجتمع واستثمارها بما يخدم تطور المجتمع العربي بأكمله وبالأخص الأطفال والشباب وهم الثروة التي لا تنضب؟
- وإذا ماتم تقديم هذه الخدمات ما هي نوع هذه الرعاية ولأي مرحلة عمرية استمرت أو توقفت؟
وهل لدينا الدراسات العلمية التي تحدد أهم التحديات أو المعوقات التي تقف حائلا في طريق نجاحها؟
- وهل شملت هذه الرعاية الخدمات الإجتماعية والتربوية والنفسية بمضامينها المتنوعة ومنها برامج صحة الفرد النفسية أم اقتصرت على الاجتهادات الشخصية؟.
- وإذا اطلعنا على تقارير ودراسات منظمة الصحة العالمية نجد أنها تؤكد على خدمات الصحة النفسية إذ أوصت بضرورة شمول بما يقدر من 10% في الأقل من ميزانية وزارات الصحة العربية لخدمات الصحة النفسية ، إلا أنها لا زالت لا تحظى بالأولوية للأفراد بشكل عام وللمرأة بشكل خاص، ولا زلنا نجد انتشار المشكلات والاضطرابات النفسية، والاجتماعية والمهنية بشكل عام.
- وبما أننا نشهد دور المرأة العربية جليا في المجتمع من خلال قيادتها وريادتها لذاتها ولأسرتها وتربيتها لأبنائها، بل وصناعة سمات شخصيات الرجال والنساء ورفد المجتمع بالأجيال المتسلحة بالإنتماء والعلم والقيم والجوانب الإيجابية التي تنفع المجتمع وترتقي بنهضته، مما دعانا لعقد هذا المؤتمر ودراسة الأساليب والسبل التي يمكن للمؤسسات المجتمعية من الإهتمام بصحة المرأة النفسية لتسهم في تحقيق دورها على أكمل وجه وتلبية حاجاتها ومتطلباتها لتسهم في تلبية حاجات أسرتها فكلنا يعلم إن فاقد الشيء لا يعطيه، وقد قيل سابقا أن المرأة نصف المجتمع بل هي في الحقيقة كل المجتمع ومن أهمّ فئاته، وهي الأساس لكل تغيير وتقدم فإذا صلحت المرأة صلح المجتمع،
- ولأهمية دورها فقد تميز مؤتمرنا بعدة سمات وخصائص تتمثل أساساً في شمول محاوره على مفاهيم واسس الصحة النفسية والمعرفة والقوّة والحيويّة والطّاقة، والقدرة على التحمّل والعطاء، وعلى الإنتاج في مرحلةٍ مُعيّنةٍ من عمر الفرد عامة والمرأة خاصة.
- لذلك إرتأت إدارة المؤتمر تسليط الضوء على صحة المرأة النفسية وقيادتها لذاتها وندعو الجهات والمؤسسات الراعية والمهتمة ببناء المجتمع وتقديم الخدمات الإجتماعية والنفسية والإرشادية والتنموية البنائية من هيئات حكومية أو خاصة لدعم المؤتمر من خلال حضور هذا المؤتمر والاستفادة من تبادل الخبرات العربية والتعرف على ما ستتم مناقشته من بحوث أو أوراق عمل .
- وللمرأة الدور الأكبر في بناء المُجتمع وتنميته وقيادته وتطويره، ولا يقتصر دورها على مَجالٍ مُحدّد، بل يتناغم بين المجالات الاجتماعيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والتربوية، ومُختلف قطاعات التّنمية، لذلك كان لا بد من دراسة سبل استقطابُ طاقاتها وتوظيفها لجميع المُؤسّسات والمَجموعات الاجتماعيّة التي تسعى للتّغييرولا يخفى على الكثير من الباحثين كونها الأكثر استعدادا للتجديد والتّعامل مع بيئتها، والإبداع فيها، وهي الأقدرعلى التكيُّف ، فضلا عن امتلاكها المرونة والشجاعة اضافة الى الحماس الفكريّ الذي يساعدها بشكلٍ كبيرٍ نحو التقدّم والحيويّة في التّفاعل مع المجالات المجتمعية المختلفة.
- هذا ما دعانا للتخطيط لعقد المؤتمر لتسليط الضوء على دور المرأة القيادي والبنائي النمائي، إذ ركزت محاوره لفهم نفسية المرأة وتلبية حاجاتها والإرتقاء بقدراتها في مجالات بناء المجتمع من خلال الإرتقاء بالمرأة وتوظيفها في عملية البناء اليوم ولغاية عام 2030 .
- وقد شملت ورش العمل أيضا على عدة استراتيجات لتأهيل المرأة بالشكل الذى يتواكب مع المتغيرات العالميه الحديثه .
أدعوكم للمشاركة في هذه الفعالية العربية الأولى ودعم الجهود العلمية المبذولة.... ومن الله التوفيق
✍ الدكتورة / فائقة حبيب
خبيرة ومستشارة في العلاج النفسي والأسري
www.drfaiqa.com