* نحن بحاجة إلى اختبار بعض الأصدقاء بأن نطلب منهم بعض الخدمات حتى لو لم نكن نحتاج هذه الخدمات لمعرفةما يخفونه من معزة وتقدير لنا على مدى رحلة العمر!!فقد تجد مايخالف توقعاتك و"هقوتك"!! فيصيبك الذهول من الكلام المعسول ونكران الصداقة والمودة والجميل!! وينطبق عليهم قول الشاعر:
ما أكثر الأصدقاء حين تعدهم
لكنهم في النائبات قليلُ
*وفِي الطرف الآخر قد يصيبك الإنبهار من مقدر مايكنه البعض الآخر من الأصدقاء من محبة وتقدير صادق لهذه الصداقة ،فلا يسعك إلا أن تنفعل و تنهمر دموعك تقديرا واحتراما لهذا الوفاء والصداقة الحقة وصدق معدن الرجال ولو قل بهم الحال!!
وصدق الشافعي حيث قال:
إذا المرء لم يرعاك إلّا تكلّفاً
فدعه ولا تكثر عليه التأسّفا
ففي النّاس إبدالٌ وفي التّرك راحةٌ
وفي القلب صبرٌ للحبيب ولو جفا
فما كلّ من تهواه يهواك قلبه
ولا كلّ من صافيته لك قد صفا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةٌ
فلا خير في ودٍّ يجيء تكلّفاً
ولا خير في خلٍّ يخون خليله
ويلقاه من بعد المودّة بالجفا
وينكر عيشاً قد تقادم عهده
ويظهر سرّاً كان بالأمس قد خفا
سلامٌ على الدّنيا إذا لم يكن بها
صديقٌ صدوقٌ صادق الوعد منصفاً
البعض لا يفضّل اجراء هذا الإختبار حتى لا ينصدم من نتائجه ويفضل السكوت وتجاهل الجروح ولو أدمت القلب من كثرتها!!
أما البعض الآخر فيصرخ قائلا:
نعم أنا مجروح وفِي القلب جمرةٌ
تزادادُ اشتعالا كلما زاد المسيرُ
فيا هول الأيام إذا اشتدت حمرةٌ
لأشباه الرجال و طال بهاالنفيرُ
د.محمد الدويهيس - كاتب كويتي