حيث أكدت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أنها ماضية قدماً في تنفيذ مبادرة التأشيرة السياحية التي تم الإعلان عنها مسبقاً ضمن مبادرات التحول الوطني 2020، وذلك في إطار سعي الهيئة لتحقيق رؤية المملكة التطويرية 2030 التي تولي صناعة السياحة اهتماماً كبيراً في برامجها ومشاريعها التنموية.
وقبل أن أبدأ بتفاصيل إيجابيات هذا القرار ومنافعه الاقتصاديه علينا، دعوني أعود للتجربة الايجابية السابقة لتطبيق نظام التأشيرة السياحية، بين عامي 2008م و2010م، التي أعطت مؤشرات ايجابية ملحوظه، فبلغة الأرقام جذبت هذه التأشيرة خلال تلك الفترة أكثر من (32) ألف سائح وتم تسهيل إجراءات تأشيراتهم عبر عدد من مكاتب تنظيم الرحلات السياحية المرخص لها من قبل الهيئة، وهو ما أتاح لهؤلاء إمكانية التعرف على عدد من الوجهات السياحية في المملكة، كما أسهم هذا العدد بإنتعاش كبير في صناعة السياحة السعودية.
*ولنتحدث بشكلٍ علمي دقيق، نبدأ بالمفاتيح التي تعتمد عليها صناعة السياحة لتنمو وتزدهر.
وهذا من المفاتيح الرابحه التي اكرمنا بها الله سبحانه وتعالى في بلد الحرمين الشريفين، فوطننا مُستقر، آمن، لايخشى السائح فيه التنقل هُنا أوهناك، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تزدهر أي وجهة سياحية وهي تعاني أمنياً حتى لو تميزت بجميع مقومات الجذب.
- ثانياً: مقومات الجذب الطبيعية:
تزخر بلادنا من جنوبها الى شمالها، ومن غربها إلى شرقها بمقومات جذب طبيعية متعددة مابين الجبال، الوديان، والسواحل الجميلة الأخاذه والأجواء الرائعة في بعض المرتفعات، كل هذا التنوع البيئي والجغرافي المتميز للملكة يُكسبها بُعد آخر مُختلف وجاذب كوجهة سياحية للجميع.
- ثالثاً: الاماكن التاريخية والتراثية:
لدينا في المملكة مجموعة من الاماكن التراثية والتاريخية التي لها شأنها على المستوى العالمي بدليل وجودها في قائمة التراث العالمي (اليونسكو) مثل مدائن صالح، الدرعية، جدة التاريخية، ونقوش حائل. إضافة إلى ذلك مواقع أخرى مُرشحه لدخول هذه القائمة بما تحمله من قيّم مُختلفه وبُعد تاريخي.
- رابعاً: الدعم الحكومي للسياحة:
هيئة السياحة والتراث الوطني تسعى منذ إنشائها على تطوير وتنمية السياحة ومواقع الجذب السياحي في جميع أنحاء المملكة، والأمثلة كثيرة على ذلك فالمشاريع السياحية الضحمة طور الإنشاء كثيره ومُتعدده.
- خامساً البنية التحتية:
قبل أن ندخل عالم صناعة السياحة، كانت ومازالت حكومة خادم الحرمين الشريفين سباقة لدعم وتطوير مشاريع البنية التحتية بمختلف أنواعها من طرق، وجسور، وشبكات اتصالات.
سادساً: شعب مضياف من الطراز الأول:
بما أن صناعة السياحة تعتمد في مجملها على التواصل المباشر مع السائح وأفراد المجتمع المحلي أو مايُسمى Interaction فأعتقد الشعب السعودي المضياف، الودود في أصله سيكون من مفاتيح النجاح في هذه المعادلة، فهناك شغف الشعب السعودي في تقديم الخدمة للسائح.
- سادساً: رغبة السائح لزيارة المملكة.
هناك شغف كبير لزيارة المملكة من مجموعة كبيرة من السياح الأجانب سواء المسلمين منهم أو غير المسلمين، وهذا الأمر ملحوظ من قبل المهتمين في الشأن السياحي الذين يشاركون في المعارض والمؤتمرات الدولية الخاصه بصناعة السياحة والسفر، وهذا بلا شك أحد المؤشرات الإيجابية.
ماذكرته أعلاه ليس تنظيراً بل من واقع ملموس عايشته في السوق السياحي السعودي من خلال ممارسة مهنة الارشاد السياحي منذ عام 2006م.
* لكن يبقى السؤال ماذا ينقص السياحة المحلية لتصنع صورة ذهنية ايجابية لدى السائح القادم، بمنتهى الموضوعيه نستطيع القول أنه هناك بعض الجوانب المهمة التي تحتاج الى مزيدٍ من الاهتمام والتطوير.
- اولا: وسائل النقل:
الخيارات المتعددة لوسائل النقل لدى السائح، مطلب مهم يحتاجه السائح في أي بلد، ولدينا تقصير في هذا الجانب نسبياً على الرغم أن هناك مشاريع قيد التنفيذ إلا أننا نحتاج شبكة أكبر على مستوى المملكة.
التعددية في وسائل النقل تُعطي الخيارات للزائر ولاتجبره على اختيار وسيلة نقل دون أخرى.
- ثانياً: الخدمات السياحية :
عندما نتحدث عن الخدمات السياحية نحن نتحدث عن كل مايخص السائح من احتياجات ورغبات من وصوله للوجهة السياحية وحتى مغادرته منها. فعلى سبيل المثال نقص الخدمات في محطات الطرق السريعة، عدم وجود مركز معلومات متكامل في أماكن سياحية بارزة.
- ثالثاً: التوعية المحلية بأهمية السياحة:
لابد من توعية المجتمع المحلي بجميع ايجابيات السياحة سواء الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، وذلك من خلال برامج وحملات توعوية مُنظمة عبر جميع الوسائل الاعلامية للوصول لجميع شرائح المجتمع وفئاته.
- رابعاً: القضاء على البيروقراطية الاداريه السلبية:
هناك مجموعة من المشاريع السياحية والتنموية الضخمة التي عُطلت أو أُجهضت إن صح التعبير بسبب البيروقراطية الادارية السلبية بين الجهات ذات الاختصاص التي من شأنها أن تدعم وتتطور السياحة وصناعتها في بلدنا.
لذا نحتاج تضافر جهود هذه الجهات لقتل هذه البيروقراطية قبل أن تُجهض هذه المشاريع المستقبليه الواعده.
مالفوائد الايجابية من السياحة:
فوائد السياحة لاتقتصر فقط على الفوائد الاقتصادية من تحسين للناتج المحلي وإيجاد فرص عمل لأبناء وبنات الوطن بل تذهب إلى أبعد من ذلك وأشمل فالسياحة التقاء حضارات وثقافات مختلفه، السياحة تبادل إيجابي لمنافع ثقافية مشتركة، وانتقال لثقافة الاسلام المتسامحه السمحه لجميع البشر.
فهل يتحقق حلمنا ونصل بسياحتنا للعالمية عبر التأشيرة السياحية.
علي اليوسف
* باحث مختص بالشأن السياحي