العلاقات العامة فناً بقدر ما هي علم فلا يمكن أن يكتفي الفرد بدراسة الإعلام دون ممارستها وتطبيقها على الوجه الصحيح والعكس صحيح، مرت العلاقات العامة بمراحل عديدة منذ 1900م تخللها تطور ملحوظ وسريع ولها عدة وظائف أساسية منها البحث والتخطيط والاتصال والتنسيق والتقويم وقد تميزت بظهور نشاط حركي في عدد كبير من البلدان التي ظهرت فيها الحروب وذلك لدراسة الرأي العام بهدف التعرف على مقوماته والتأثير فيه والدور الكبير الذي يلعبه لحشد الجهود والحصول على التأييد وبذلك أصبحت في مرحلة نمو مستمر منذ ذلك الحين وحتى الآن، كما تساهم العلاقات العامة في تكوين وتدعيم الصورة الذهنية الطيبة للمنظمة في أذهان الجماهير لأنها عملية اتصالية ذو اتجاهين من المنظمة للجمهور ومن الجمهور للمنظمة ومن الجدير بالذكر أن الصورة الطيبة للمنظمة ماهي إلا عملية تراكمية من المسؤولية الاجتماعية والمبادرات التي تخدم أهداف وتطلعات الجماهير، وعند الحديث عن العلاقات العامة لابد أن نتطرق لأهم الركائز التي يُستند عليها عند ممارسة أنشطة العلاقات العامة مثل الديناميكية الحيوية من أجل التغلب على الأزمات والمشكلات التي تعترضها في سبيل تحقيق أهدافها، والمبادئ الأخلاقية التي تقوم على ثقة واحترام متبادل بين المنظمة والجمهور من خلال تقديم الحقائق بصدق وموضوعية والاستعانة بلغة الأرقام وغيرها.
إن أي منظمة عامة أو خاصة سواءً كانت كبيرة أو صغيرة تسعى للنجاح والاستمرار وسط جمهور يختلف حسب طبيعة نشاط هذه المنظمة لذلك فإن الأهداف العامة التي يجب أن ينطلق منها أي نشاط للعلاقات العامة لابد أن تنبع من هذه الأهداف الرئيسية مثل بناء السمعة الطيبة والمحافظة على ثقة ورضا الجمهور سواءً الداخلي أو الخارجي وتسند لها عدة أهداف، فالجمهور الداخلي هم الأساس في ذلك من خلال بناء ثقة بين الطرفين ونشر الوعي بين العاملين في هذه المنظمة ورفع وتحسين كفاءة الإنتاج والمستوى الاجتماعي والثقافي للعاملين، ومن ناحية الأهداف المرتبطة بالجمهور الخارجي فلابد أن تُبنى علاقة طيبة وأن يحافظ على سمعة المنظمة وهذا يأتي نتيجة عمل مستمر ومتقن ولا يمكن أن يحققه في ليلة وضحاها، كما يجب التعريف بنشاط المنظمة والخدمات المقدمة وذلك يتحقق بالوصول للجمهور المعني وتحقيق التواصل المستمر معه ونتيجةً لذلك شعور الجمهور الخارجي بالرضا عن المنشأة وتحقيق صورة ذهنية طيبة لها.