في سنةٍ من السنين العجاف، اتصلت فتاةٌ تسأل وهي باكية: هل عليها ذنبٌ إن انتحرت لو صمم والدها على زواجها ممن لا ترغب به؟
و والدٌ آخر يقول: لن أخسر موقفي ولن أبدّل كلمتي لأجل ( دلع بنات ) ..
عذرًا؛ الزواج ليس غاية الحياة! وليست كل الحياةِ رجل؟
فالإنسان قد خُلِقَ لأداءِ رسالة وتحقيق هدفٍ منشود وما الزواجُ إلا وسيلة واحدة تسد بعض الإحتياجات الفطرية والغير ضرورية في غير وقتها .
أما مانراهُ ونشهدُهُ هو وببالغ الأسى التقديس الشديد لمسألة الزواج والحشو المستمر لعقول الصغيرات وإيقاعهم في شبح العنوسة تحت ضغط نفسي كبير جدًا حتى أصبح الزواج هوسًا يترأسُ قائمةَ أحلامهم !
بل وينتهي المطاف بإدخالهم قفص الحياة الزوجية دون تهيئة أو تفكير !
في وقتٍ تحتاجُ فيه أمتنا لعقولٍ واعية وطاقات شابة ترى الأفق البعيد وتقرنه بنجاح أمّتها.
ويأتي بعد ذلك أصحاب الإحصائيات ليندبوا ارتفاع نسبة الطلاق والتأخر الحضاري لدينا!
سؤال أوجهه لكل فرد فعّال في هذه الأمة؛ من هي المرأة؟
التي تحمل وتلِد؟ تغسل وتُنظف؟ تطبخ وتنفخ؟
جميعها وظائف تقوم بها الأم، البنت، الزوجة.. ولكن هل خُلِقت كي تجعل حياتها تُصبُّ في بيت رجل؟
أليس حقًا أن يكونَ لها طموح، هدف، رؤية ورسالة ؟
لماذا تُعامل الفتاة على أُسس التوقيت؟ يعني كـ حالة مؤقتة، وضع إحتياط، أو على الرف.
المرأة تحمل وتلد وتُربي أيضًا ولكن قبل أن تكون كذلك هي عقل وفِكر وروح.
حقٌ لها أن تُبحر في محيطِ الحياة وتَشُقّ طريقًا يخصها وحدها قبل أن تتقلب بين جدران منزل.
لكل أب، أخ، أم وكل فرد يعيش في هذا المجتمع؛ الزواج مسلك من مسالك الحياة العديدة وليس يساويها!
ولكل امرأة وفتاة؛ خُلقتِ لعمارة الأرض بعلمك وعقلك وفِكرك، كوني كما تريدي.
فالحياةُ لم ولن تُحصَر بالزواج أبدا.
بـ قلم / روان الغامدي
@rnoo_alghamdi