أصبحت اليوم حياتنا زاوية ضيقة يراها العالم بكبسة زرّ. مثلا أي مقطع فيديو من الممكن أن يصل للعالمِ أجمع في لمح البصر ، و كُل الحدود مفتوحة بأن يتحول من يجلس خلف أي جهاز كمبيوتر أو هاتف ذكي إلى أحد المشاهير ويكون لديه متابعين دون تعب ومشقة ..
كشفت لنا مواقع التواصل الاجتماعي الكثير ممن أطلقوا على أنفسهم "بمشاهير" فما يقدمه أشبه بشخص واقف على خشبة "مسرح " لايعرف ولا يعي لما يتفوه به من كلمات وألفاظ ,وبعضهم لا يتكلمُ بصدق... والمستغرب كيف سرق الأضواء .؟. ماذا قدّم هؤلاء للمجتمع ؟! إنهم سراب و قصة أبطال من وحيّ الخيال ، ما ينشرونه يصل حتى للأطفال و المشكلة أنهم ليسوا على قدر المسؤولية ، ولا يُراعون إختلاف فكر الأجيال اليوم.
ومن وجهةِ نظري المشهور الحقيقي الذي يبذل الجهد و يرسم الخطة المناسبة لمخاطبة العقول الواعية اما مفهوم أن الشهرة هي عدد متابعين و جمهور فكرة خاطئة *نزار قباني كان يمشي في شوارع لندن كأيّ شخصٍ عادي لا يعرفهُ الإنجليز. و اليوم نزار من صنع من الشعر أسطورة و قصة و لمستهُ في الأدب العربي لا ينكِرها أيُّ عربي *المنفلوطي ،الأديب الذي تُباعْ كُتبه ليومنا هذا لم يَمْشِي في جنازته إلا سبعُ أشخاص فقط ! هل واجهوا صخب الجمهور والنَّاس؟ لقد تميزوا بصمت و رحلوا و ما زالت أسمائهم يعرفها الصغار قبل الكبار ذهبوا ولكن مجدهم باقي لذلك أيها المشاهير إصنعوا مجداً لكم ، اجعلوا الأجيال القادمه تتذكركم ، اكتبوا فكراً و أرفعوا شأن أُمتنا الإسلامية كونوا مختلفين لأن في هذا الزمن كُل الناس مشاهير لأنك سترحل يوماً و لم يبقى إلا ما صنعته من مجد و فخر . وتذكر بإن (ماتبثه من مقاطع عبر وسائل التواصل الإجتماعي ستتداول وتختفي ، ولكن فكرك الإيجابي و علمُك و عملك النافع المفيد إن غرستهُ ستتوارثه الأجيال و لن تنساك)
مُنى،عبدالعزيز