حتما لم آت بجديد، حروفي قاصرة وكلماتي تتقزم امام قامة عملاقة انحنت للصعاب وأجبرت الكبار على القبول والرضا بقناعة المنجز وعمق الفكر وشبابية الروح، من قلب مواطنة حملت حب الوطن والقيادة وأعلنت السمع والطاعة لولاة الأمر.
إن المتتبع لتاريخ ولاية العهد في المملكة العربية السعودية يدرك تماما التدرج الحكيم والمبني على أساس متين منذ عام ١٩٣٣م وحتى عام ٢٠١٧م.
فلقد عاشت الدولة السعودية ترابطا سياسيا وأسريا محكما، انعكس على قيادتها وشعبها وما تبعه من تغيرات على امتداد السنوات وانتقال الحكم من ملك الى آخر، فلقد كانت السعودية وما زالت حصنا أمينا لأبنائها من الشعب بكافة توجهاته وأطيافه، ووقفت جنبا الى جنب مع كل ما يسعد المواطن ويحفظ له أمنه واستقراره.
ربما يعتبر البعض ممن يعزف على أوتار خاصة به تطرب مؤيديه ممن يحاولون التشكيك في ا للحمة الوطنية ممن يشوهون تلك المسيرة الخالدة ، متناسين ان المملكة عميقة وقديمة في التصدي لكل معتد وآثم، فلقد استطاعت ان تزرع لغما في كبد كل متطاول يحاول المساس بأمنها، كما كانت الحسام الذي يقطع الالسن الثرثارة ويخرسها ويحمي بلادنا من الخوارج والمنشقين ممن دمرهم الفكر السام وشوه عقلياتهم مبادئ عقيمة أسست على الخراب والدمار.
وإذ تعيش بلادنا الحبيبة عيدا مختلفا بنكهة مختلفة بعمق مختلف لقيادة مختلفة في صياغة الحاضر بروح الشباب وصناعة المستقبل برؤية فتية ناضحة بالطموح، مسيطرة على سلالم الصعود للقمة وعازمة وبقوة على التغير الإيجابي الذي ينقلنا الى تحولات متحدية جبارة صاحبة قرار من رجل القرار محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد الشاب، الذي يعتبر نقلة واعية في سياسة المملكة وهي تمكين الشباب في المناصب القيادية لعهد جديد وولادة دولة سعودية رابعة، هدفها الإنسان وحقوقه بسلطة مشتركة بين الشعب والقيادة تؤمن بالحرية ومشاركة في القرار والفكرة والرأي، فلقد عمل تحالفات قوية
وجولات عالمية غرس في كل رحلة منها بذرة انتاج وبشرى لحلول سياسية لقضايا كثيرة في المنطقة، كما تعتبر هندسته لرؤية 2030 من اهم برامج الإصلاح الداخلي والتي اختصرت مشوارا طويلا ووضعت رسما متكاملا لخريطة المستقبل بعين حكيمة شبابية واعية ملامسة لاحتياجات الشباب من قلب شاب وعقلية قريبة من الناس متواضعة مبتسمة تبحث حل المشكلات باستراتيجيات خاصة وفرمتة للطرق القديمة والتقليدية.
ولا نستغرب اختيار مجلة السياسة الخارجية الأمريكية «فورين بوليسي» سموه في قائمة القادة الأكثر تأثيرا في العالم، ضمن قائمتها السنوية لأهم 100 مفكِر في العالم للعام 2015.
رجل مختلف حتى في سلامه، أنيق وحميم حتى في توديعه، فلا يبرح ذاكرتي صورته وهو واقف امام محمد بن نايف اثناء المبايعة، ابن بار حافظ للعهد معترف بالمشورة، حقا نحن جيل محظوظ اذ نعيش الحلم واقعا في طريقه للتحقيق عبر بوابة التغير والعقل المشرق، شكرا محمد بن سلمان وشكرا لك الذي منحتنا شرف الحضور في ركب أنت قائده.