الحمدلله الذي أتم على الحجيج أداء مناسكهم ، تلبية لنداء أبينا ابراهيم الخليل عليه السلام ، فأتوا ركباناً عن طريق البر ، و في عباب البحر عن طريق الفلك ، و محلقين في السماء عن طريق الطائرات ، تكلئهم رعاية الله وحفظه.
لم يشعروا بوعثاء السفر ولا طول المسير ، تجهزوا للحج بالمتاع و تركوا لوزارة الحج التجهيزات و التسهيلات ، فوجدوا رجالاً قاموا على راحتهم بالخطط المحكمة و الخيم الجيدة و الحملات المتفاوتة في المبالغ كلٌ على حسب استطاعته حتى الجمعيات الخيرية و بشتى مسمياتها ، أموال تصب في خدمة ضيوف الرحمن ، ومنها برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين ،
هذا البرنامج الذي يخدم الشهداء و غيرهم ، لقد وجدت حجاجاً من العراق الشقيق تتسابق كلمات الشكر و الدعاء لمولاي خادم الحرمين الشريفين و للقائمين على قوى العاملة في الحج بمكة والمدينة المنورة و على مدن ومراكز الحجاج في خط سيرهم من جديدة عرعر الى عرفات ومنى ،
لقد قال بعضهم أنه ترك التدخين قبل رمضان ليتسنى له المشي بلياقة خوفاً من تعب المسير وفوجئ بالتسهيلات و سيارات نقل كبار السن و ذوي الإحتياجات الخاصة ، و المظلات و مراوح الرذاذ الملطفة للجو ، ناهيك عن توسعة المطاف و المسعى و ساحات المصلى بالحرم المكي ،
وقد ذكر الله ودعاء " ماشاء الله على بركة أموال الدولة " والتي نرجو من الله لها بالزيادة ، لقد تكاتفت وزارات ومؤسسات الدولة في تقديم الرعاية و الدعم المشترك لخدمة زوار بيت الله الحرام و مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
فأمن الطرق يجوب بالدوريات لمتابعة الحجاج و مساعدة المنقطعين في الطريق ، و وزارة الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالإجابة على تساؤلات الحجاج و استفساراتهم و عمل كتيبات ارشاد بشتى لغات العالم ، و الجهود الجبارة من وزارة الداخلية تذكر فتشكر ، و وزارة الحج بالتصاريح والدخول على المخيمات ومتابعة ملاحظات الحجاج على الحملات و وزارة البلديات بالتفتيش على المطاعم بمراكز مدينة الحجاج و وزارة الصحة بتقديم الخدمات الصحية للمرضى و المراجعين و غيرها كثير ،
ففي مزدلفة "حجاج الخارج " وزعت لهم احجار الرمي بأكياس نظيفة و جميلة ، يقول أغلب الحجاج أن الإفتراش بنسبة بسيطة ، و القطار المكيف هذا المركب السمح الذي خفف على الحجاج السير الى الجمرات ، يقول أحد الحجاج أن عرفات بكسائها الأخضر يوحي لك بأنها حديقة غناء تسر الناظرين ، بها ظلال و مراوح رذاذ منعشة ،
صورة مشرقة منيرة تتوهج من وجوه هؤلاء الحجاج ، لقد أبلت وزارة الإعلام هذه السنة بلاءً حسناً ونقلت كاميراتها الجهود الجبارة عن طريق القنوات الإعلامية المختلفة ،
وأخيراً شكراً لخادم الحرمين الشريفين و ولي عهده هذا العطاء اللا منقطع بإذن الله لخدمة ضيوف الرحمن حى خرج حج 1438 "حج بلا منغصات " ولله الحمد
لافي هليل الرويلي