- لأول مرة في تاريخ كتابتي أمدح جنس الذكور
لا أنكر أني في الطفولة تعرضت لتجارب سيئة مع الرجال حتى انطبعت في ذاكرتي صورة مشوهة عن جميع الذكور بأنهم قساة قلب ، لا يفقهون بالمشاعر، ولا يعرفون للين بابًا، وأنهم متغطرسين ومؤذيين ومسيطرين ومتحكمين .
- لكني في الآونة الأخيرة بطبيعة عملي واحتكاكي المستمر بالرجال باختلاف جنسياتهم وأعمارهم اكتشفت جانبًا آخر للرجال لم أكن أفقهه .
- لقد وجدت الكثير من الرجال خاصة فئة الشباب من عمر ١٨- ٣٠ لديهم مكنون من المشاعر والعواطف لا حصر لها .
- وجدتهم يشعرون بالحب والفقد والدفء والحنان والاحتياج والبكاء .. بعضهم يعاني مثلنا نحن الفتيات من الآلام والأوجاع بل ربما يفوقنا حجمًا ألمهم ..
- هذا ليس انتقاصًا منهم بل شهادة تحسب لهم .. لقد وجدت فيهم القلب الرقيق رغم ما يعانونه من المجتمع والاطار الذي يوضعون فيه من وجوب اتخاذ القوة مسلكًا والامتناع عن التعبير عن المشاعر والآلام وعدم البكاء ويتهمون من يبوح بشعوره بقلة الرجولة وبالضعف ..
- لكن رغم كل هذا ما زال هناك فئة كبيرة استطاعت أن تكون هي كما هي بلا تلون ولا استنساخفي الحقيقة تغيرت نظرتي تمامًا تجاه الرجال والشباب .. بت أحيانًا أشفق عليهم من كم الضغوطات التي يواجهونها من ضغوطات فكرية ونفسية وعاطفية وفيزيائية ومادية وغيرها
- لقد تغير المجتمع حاليًا واستطاعت المرأة الآن أخذ حقوقها كاملة غير منقوصة لكن ماذا عن الرجل ؟
لا أستطيع تخيل الالتزامات النفسية والمادية والأخلاقية التي يجب على الرجل القيام بها على أكمل وجه وفوق كل هذا لا تؤخذ أحزانهم وشكواهم على محمل الجد لأنهم رجال وهذا على الصعيد العائلي والأسري والمهني والأصدقاء والمجتمع بأكمله .
- يهاجم الرجل الذي يبوح بحزنه ويوصم بعار الضعف والرقة وانتقاص الرجولة .. مع أنه يجب أن يأخذ حقه الكامل في حاجته للانهيار والبكاء والبوح والاحتياج .
- إن التماسك المزيف الذي يطالب به الرجل طوال الوقت صنع من ذكورنا ذكورًا لا يعرفون للرحمة مدخلًا ولا ينتمون للإنسانية
- حق للرجال أن يبكون ويحزنون ويمارسون طقوسهم في الانهيار بجدارة في الأخير هم نفس بشرية لها عاطفة وتحتاج إلى الاهتمام والرعاية والاحتواء
- على عكس الكثيرين الذين يظنون من الرجل الثبات المستمر فأنا أرى الرجل ألطف مما كنا نعتقد وأبسط من تعقيداتنا المستمرة نحن معشر النساء
- كان الله في عون الرجال والنساء أجمع في مجتمع شوهت فيه معالم الإنسانية وتلاشى فيه الدفء والحنان إلا من قلة قليلة فيه ..
- بعض من بوح راودني بعد كم الضغوطات التي رأيتها تواجه الشباب .
رقية الياقوت - الدمام