حينما نسمع كلمة هجره فإن أول ما يتبادر لأذهاننا
هجرة الطيور التي تهاجر من مكان الى اخر
ابتعادا عن المناطق شديدة البرودة او شديدة الحرارة
مهاجرة الى مناطق معتدلة قاطعه الاف الكيلو مترات
لتستوطن مناطق يتوفر بها الطعام والمناخ المناسب
وهكذا هاجر الناس في زمن تطور التكنولوجيا
حيث هجرة الحياة الواقعية بطبيعتها وطقوسها
من ظروف ومتاعب وبكل ما فيها من يوميات
تمارس خلالها أمور حياتيه من نوم وطعام وشراب
وعمل ودراسة وغيرها وبما تحمله هذه الحياة
من تفاصيل كالفرح والحزن وضحك وبكاء
ولكن ..
هذه الواقعية حياة هجرة من بني البشر
ليستوطن الناس حياة اخرى بهجرة واقعهم
لينتقل من خلال جهاز صغير الى حياة افتراضية
مكونة من برامج وحسابات بات فيها السكن والملامح
لينتقل كل ما يمارس من يوميات وغيرها
عبر هذا ( جهاز الجوال )
ليتكون مجتمع جديد يسمى الاعلام الجديد
لترتسم تفاصيلنا بكل حذافيرها على صفحات
هذا الاعلام
وأضعين فهرس يومنا حين نخلد لنوم وحين استيقاظنا
وحتى عدسة هاتفنا النقال تشهد مذاق طعامنا
قبل بطوننا ودموع العيون لم تعد خفية والبسمة
ضاع بريق صورتها حين أستهلكه
غياب واقعيه افقدنا متع ووقت وحياة بأكملها
في وقت نزهة على البحر عد للمنزل وتذكر
كيف رأيت البحر فستدرك أنك لم تراه وتستنشق
هواء البحر بل عدسة جهازك رأته وأناس آخرين
استمتعُ بينما أ نت لم تلحظ أي متعه لانشغالك
بالتصوير والإخبار انك بجانب البحر
وحتى إشعار اخر سنظل في غفلة عن
الكثير مما نفوته على أنفسنا بهذه الهجرة
وحين يطرق الموت بابنا سندرك أننا
فوتنا الشيء الكثير ولم نجمع ما نستطيع جمعه
لنقابل ربنا ونحن مفلسين مقصرين
حيث أنه كان لنا الخيار
وبين هجرة واستيطان فقدنا هويتنا