أستطاعت المسرحيات الخليجية أن تسيطر على العروض التي تقدم على المسارح المحلية وتحديدا في مهرجانات الأعياد  ,وأصحبت  مطلبا أساسيا لدى القائمين عليها , فهم يرون أن وجود الفنان الخليجي على المسرح المحلي سيكون مؤثرا ومسوقاً سريعاً لإستقطاب عدد كبير من الزوار , منذ أربع سنوات مضت حضرت أسماء كبيرة من الوسط الفني الخليجي لعرض أعمالها أو المشاركة في المسرح المحلي بالمملكة وتحديدا في مهرجانات الأعياد,وقدمت عروضها بمبالغ طائلة ولكن لم تكن مشجعة ولم تترك أثر ولا حتى ربحاً مادياً  , فمع إرتفاع تذاكر الدخول كان أغلب مايقدم على المسرح عبارة نص مبتور ويغلب عليه التهريج والإسفاف والإرتجال في الطرح بعيد عن مضمون أوفكرة المسرحية المعلن عنها مما أدى إلى سقوطها , على الجانب الأخر يحاول المسرح المحلي أن يكون منافسا قويا للمسرح الخليجي ورغم الإمكانيات التي لدى الممثل المحلي الإنه يسصتدم دائما بمعوقات تمنع من تواجده وإبرازه ,ويرى بعض المسرحيين  المحليين أن المسوؤلين على المسرح المحلي في المهرجانات لا تضع الثقة في الممثلين المحلين ولا تقف معهم ,ولا تخلق بئية لإبرازهم في الساحة المحلية ، وذلك من خلال استقطاب الفنانين المحليين الموهوبين ودعمهم للوصول بدلاً من الفنان الخليجي بينما رأى آخرون إن الإعلام كان له دور في تغيب أعمالهم المحلية التي تعرض بشكل مستمر خلال السنة مما ترك إنطباع سيئ لدى القائمين على المهرجانات وبالتالي غاب المسرح المحلي عن المشاركة والتواجد فيها.

ناصر عبدالواحد أحد الممثليين المحليين ذكر أن «بعض القائمين على مهرجانات الأعياد وتحديدا الإدارة تشترط وجود نجم أو فنان خليجي في المسرحية المحلية لقبولها ، بالرغم من أن الممثل المحلي يمتلك القدرات التي تؤهله لأدوار كبيرة ,وبنفس الأداء الذي يقدمه الفنان الخليجي، وأضاف اذا كان العمل يقدم في الكويت مثلا بمشاركة العنصر النسائي و بعدها يقدم في السعودية بدونه فطبيعي ستقل جودة العمل, و ستكون الفجوه واضحة , وهناك بعض المتعهدين يبحثون عن المردود المادي بالدرجة الاولى لذلك لا يحرص على جودة العمل فنيا و يقدم عمل “سلق” ,والضحية الجماهير التي تدفع مبالغ عالية ,و تنصدم بالمستوى الهابط .

 ونوه إلى أن الممثل المحلي تتم مساومته ومفاوضته ليخفض من أجره الذي لا يتجاوز أحياناً 3000ريال في العمل الكامل ,في المقابل يمنح الخليجي في بعض الأحيان دور البطولة وبمبلغ خيالي .

وذكر الكاتب علي ال حمادة  أن النص طائر جميل والأجمل بأن يتنقل هذا الطائر بكل خفة وأناقة من خشبة إلى أخرى بدون المعوقات التي عادة ما تصحب هذا الطائر.
النص هو رسالة مقدمة تهم المتلقي بين طياتها بأسلوب رشيق في حبكة قوية ومتينة، ومن أجمل هذه الرسائل ما يتناول هموم وقضايا واحدة مشتركة خاصة بين أبناء الشارع العربي فالهموم واحدة والمنغصات متشابهه فلا ضير أن حل هذا النص هنا أو هناك بما أن لديه جواز سفر يسمح له العرض هنا أو هناك أو يحمل بين طياته إسقاطات تهم المتلقي وتلامس أحاسيسه وشعوره فيخرج من هذا العرض منتشيا تواقا للمزيد من هذه العروض.
وهناك نصوص ذات طابع خاص جدا ، لها بيئتها التي ترعرعت وكبرت فيها ، لذا نجد فيها ثقافة معينة ورسالة خاصة وغير قابلة للتأقلم والتكيف في بلد آخر ولم تجهز لتكون بديلا لعرض آخر فمتى ما غادرت أرضيتها الخصبة إلى أخرى غير صالحة همدت وذبلت وأصابها التلف.
ومن جهة أخرى هناك تعامل خاص مع بعض المسارح فمثلا وجود العنصر النسائي من عدمه هو أرق لكل كاتب سواء محليا أو خارجيا، وما يهمنا الآن هو الكاتب الخارجي وكيفية تعامله مع غياب هذا العنصر المهم والفعال سواء على مستوى المجتمع أو النص وكيفية الترميز لها من أساس النص وليس بتره أو إقصاءه بعد الكتابة وهذا ما يجلب الطامات على العرض ويكون ضحيته المتفرج في الأغلب.
وأضاف إن كفاءة الكاتب إذا كان من خارج مجتمع معين عليه القراءة والبحث عن قضايا هذا المجتمع وليس كتابة من أجل الكتابة فكل مجتمع لديه مجسات استشعار وعلى الكاتب فك هذا الرمز لكي يستطيع إيصال رسالته بيسر وسهولة وإن أخفق أخفق الجميع معه.
فمتى ما توفر النص الجيد والمتين في الحبكة والمدروس من قبل الكاتب الذكي سوف يجد استحسان الجميع من ممثل ومتلقٍ لأن النص هو العمود متى ما بني بشكل صحيح وعلى أساس قوي سوف يكون هناك عرضا إبداعيا مميزا.

مصطفى آل حبيل من الجمهور المسرحي قال غياب الإعلام أحد الأسباب المؤثرة  على عدم نجاح المسرح المحلي والخليجي في المهرجانات والفعاليات التي تقام في المملكة بشكل عام , فمثلا في الكويت يتم الترويج للعمل المسرحي على مستوى الكويت من خلال الإعلام بأنواعه والحضور يأتي من كل مناطقها , بعكس القائمين لدينا على المهرجانات والفعاليات ,أنا زرت أحد المهرجانات المحلية قبل نهايته بيوم واحد وتفاجأت بوجود مسرحية خليجية وبمشاركة نجوم لهم ثقلهم الفني وبسبب وصولي متأخرا لم أستطع حضور أخر عرض للمسرحية, فالإعلام شريك أساسي في إنجاح أو إبراز أي فعالية تقام في المنطقة ,

وعلقت ريم آل إبراهيم أنها من المتابعين للمسرحين المحلي والخليجي وأنها حضرت مسرحيات مشتركة كثيرة محليا نجحت على المستوى الإعلامي والحضور أيضا مثل مسرحية الحلوة زعلان, ومرشح مشرشح وذكرت أن المسرح المحلي يحتاج بأن يتعب على نفسه أكثر,وأن يكون متواجد ليس فقط في مهرجانات الأعياد ,فالتواجدالمستمر طوال السنة وتقديم الأعمال الناجحة سيكون سبب مقنع لدى الأخرين لإستقطابهم .

The post رغم عدم جودتها .. المسرحيات الخليجية تسيطر على مسرح المهرجانات المحلية appeared first on صحيفة المختصر الإخبارية.