يعتبر البوتوكس أكثر الاجراءات الطبية التجميلية شيوعا في الفترة الأخيرة نظرا للنتائج الباهرة التي تنتج عنه والأمان الكبير الذي يتميز به والوقت القصير الذي يستغرق حقنه.
ولمن لا يعرف البوتوكس فهو مادة بروتينية تسبب ارخاء للعضلات بشكل مؤقت، استفاد الأطباء من هذه الميزة في البوتوكس في عدة حقول، وكان للتجميل المجال الأوسع في التطبيق.
التجاعيد التعبيرية هي الحالة الأكثر شيوعا لاستعمال البوتوكس، ويقصد بها التجاعيد التي تظهر على الوجه عند التعبير عن انفعال معين، كالخطوط بين العيون التي تظهر في الغضب والخطوط حول العين التي تظهر في الضحك والخطوط الأفقية في الجبهة، هذه الخطوط تخلق مع الزمن مظهرا غير محبذ للشخص و تصبح أكثر وضوحا مع التقدم في العمر، فالشخص كثير العبوس مثلا يصبح ذا وجه منفر اجتماعيا وبحقن صغيرة من البوتوكس تصبح ملامحه أكثر وداعة وهدوء.
في بداية استخدام البوتوكس في مضمار التجاعيد كان الأطباء يستعملون جرعات كبيرة نسبيا للحصول على المطلوب، لكن النتائج وإن بدت واعدة ظاهريا كانت تفتقد اللمسة الجمالية الرقيقة المطلوبة، فكنا نشاهد وجوها مجمدة إلى حد ما، وبدا ذلك جليا بخاصة في منطقة الجبهة والتي كانت تبدو ناصعة تماما مهما انفعل صاحبها، ومع زيادة الخبرة بالبوتوكس أصبح الحصول على الملامح الناعمة لا الجامدة أمرا قابلا للوصول له من خلال التحكم بجرعات البوتوكس وأماكن حقنها.
بات البوتوكس تدريجيا يتجاوز معالجة التجاعيد فيمكن أن يستعمل حاليا في رفع الحاجب وتوسيع العيون و تحسين الندب فضلا عن استعماله الهام جدا في زيادة التعرق، حيث حقق البوتوكس في ميدان التعرق الإبطي نجاحا منقطع النظير، وبالتالي تغيرت نوعية حياة هؤلاء الأشخاص الاجتماعية بشكل كامل بعد المعالجة بالبوتوكس.
هناك من يتخوف من استعمال البوتوكس لأسباب مختلفة لكن معظم هذه المخاوف وهمية وغير واقعية.
فالبعض يظن أنه إن توقف عن استعمال البوتوكس ستعود التجاعيد إلى أسوء مما كانت وهذا اعتقاد خاطئ والعكس هو الصحيح فقد بينت التجربة أن الاستعمال المتكرر يسبب انقاص ذاكرة خط التجعيدة المحفور في الجلد بمعنى أنه لو توقف الشخص عن استعمال البوتوكس لسبب ما فإن حالة تجاعيده ستكون بعد انتهاء مفعول البوتوكس أفضل من حالتها قبل استعمال البوتوكس.
والبعض الآخر يتخوف كثيرا من الألم الذي قد يتسبب به حقن البوتوكس، والحقيقة أن البوتوكس يحقن باستعمال ابر ناعمة جدا والألم الناجم عنها أقل بكثير من المتوقع، ومع ذلك يمكننا أن نستعمل كريما مخدرا موضعيا للتخفيف من الألم الناجم عن الإبرة.
كما أن التأثيرات الجانبية تشكل هاجسا لصنف من المتخوفين، والحقيقة أن التأثيرات الجانبية للبوتوكس حاليا نادرة الشيوع ولا تختلف نسبتها عن نسبة هذه التأثيرات لأي دواء آخر إن تم حقنها بيد الطبيب المتخصص الخبير.
باختصار سيناريو العلاج بالبوتوكس هو كالتالي، مراجعة للطبيب مع الانتباه أن الحالات الوحيدة التي يمنع فيها البوتوكس هي أمراض عضلية نادرة والحمل والرضاعة وتناول المميعات الدموية حيث يفضل ايقافها، يتم اخبار الطبيب بالتجاعيد المزعجة وشكل الحواجب المطلوب، خلال دقائق معدودة سينتهي الطبيب من الحقن، الألم خفيف جدا، بامكانك مزاولة نشاطك المعتاد بعد الجلسة مباشرة، بعد عدة أيام هناك مراجعة ثانية للطبيب ليتأكد من النتيجة ومن الحاجة لجرعة داعمة، بعدها يتم الحصول على الشكل المطلوب والذي لم يكن في السابق من الممكن الوصول له إلا بعد جراحات معقدة، تستمر النتيجة من أربعة إلى ستة شهور تقريبا، وهي أطول من ذلك في التعرق الإبطي.
د.أحمد عثمان
رئيس قسم الأمراض الجلدية و الليزر والتجميل (ديرما لايف) في مجموعة دار العافية الطبية بالدمام