لاشك بان المراحل الدراسية هي مرحلة رسم لخيوط الاحلام وتحقيق للمستقبل والذي تكتمل صورة ذلك الحلم يوما بعد يوم عند اقتراب موعد التخرج حتى يصطدم بالواقع المرير والصدمة الاولى للخريج وهو شح الوظائف في سوق العمل الذي بنى احلامه وخيالاته عليها مما يؤدي ذلك الى انقسام الخريجين الى فئات متعدده :
* فئه تظل جاهدة بالبحث عن الوظيفه المثاليه التي طالما حلم بها والتي تتناسب مع طموحه ومؤهلاته والتي تحقق له المكانه اجتماعية ورافض التنازل عن هذا المستوى .
* وفئة تعمل جاهده لتطوير مهاراتهم العمليه من حيث الالتحاق بدورات تدريبيه و وورش عمل مدركه تماما بأن الشهاده الجامعيه لاتستطيع وحدها ان تحقق احلامه وحاجته في المستقبل .
* اما الفئه الثالثه وهي الفئه التي ترفض فكره الانتظار الطويل للوظيفه فتقبل بأي وظيفه مهما كانت هي بمجرد الحصول على عمل او الحصول على خبره عمل التي تفتح له المجال في الحصول على الوظيفه المناسبه كما يعتقدون وهذا الذي يقع فيه الكثير من الخريجين .
فالخبره في مجال بعيد عن تخصصه لا يمهد له الطريق في الحصول على وظيفه تناسب مؤهلاته بل ستضعف سيرته الذاتيه وتعيد به الى الخلف كما لاننكر بأن الخبره هي احدى العقبات التي يتعثر بها الطالب عند بحثه عن وظيفه حيث تكون من ضمن الشروط الرئيسيه المدرجه في اعلانات شواغر الوظائف اضافه الى انها تكون عامل مؤثر في قبول للخريج بوظيفه براتب متدني .
الصدمه التي يتعرض لها الخريج في محاولته الاولى بالانخراط الى سوق العمل تعود اسبابها على عاتق الدوله من جهه و الجامعات والمؤسسات من جهه اخرى وذلك بعدم التنسيق والتخطيط فيما بينهم و وجود هذه الثغره يرتسم بذهن الطالب بان الواسطه اهم من الكفاءه .
بحكم وظيفتي في ادارة الموارد البشريه واصطدامي المباشر بالمتقدمين من طالبي العمل ومتدربي الجامعة اجد بأننا جميعنا كشركات ومؤسسات وجامعات نساهم في هذه العثرات التي تواجه الطالب حيث اننا نوقن تماماً بأن مقاعد الدراسة هي عباره عن تقديم اساسيات ونظريات تساعد الطالب وتدعمه في وظيفته وانخراطه بسوق العمل فعندما يبدا الخريج اول سلم وظيفي يجد صعوبه واختلاف تام عما سبق دراسته ويعود السبب بأن الجامعات كرست وقتها بتقديم مناهج نظريه وغفلت تماما عن الجزء الاهم وهو الجزء العملي حيث انه التطبيق العملي يمنح في السنوات الاخيره للطالب بشكل عشوائي بأن يبحث الطالب عن مؤسسه او شركه ينهي فيها فتره تدريبه العمليه بشكل تقليدي بحيث يتم تركيز الجامعه على حضوره وانصرافه فقط و تناست الجانب الاهم وهو هل التدريب الذي يقوم به الطالب يتناسب مع تخصصه ؟ هل المكان يقدم له الدعم والتوجيه والتدريب الكافي ؟ هل الطالب اخذ الفائده من تدريبه ؟ كل هذه الاسئله لا اجد لها اهتمام لديهم مقابل حضور الطالب للتدريب .
وايقن تماماً بأن الحمل و المسئوليه ليست على الجامعه فقط بل على جميع العناصر ابتداء من الطالب لكن لو جميع العناصر اخذت هذه الامور على محمل الجديه فهنا قد انشئنا طالبي عمل واعي وفاهم لاساسيات العمل وساهمنا ايضاً في تقليل البطاله .
فمايحتاجه الخريجون وهم على مقاعد الدراسه هو كالاتي :
* اكتشاف ومعرفه سوق العمل والمهارات والخبرات المطلوبه وكيفيه اكتسابها .
* اعداد خطه ولائحه بأسماء المؤسسات والشركات التي يود الالتحاق بها والتي تتناسب مع مؤهلاته .
* الاستعانه بذوي الخبره لمساعدته على تزويده بااهم النقاط و المهارات التي ستساعده في كيفيه التسويق عن نفسه وكتابه السيره الذاتيه و مقابلات التوظيف .
* على الطالب تعزيز سيرته الذاتيه والتركيز على صقل مهاراته واكتساب خبرات جديده وذلك عبر الالتحاق بورش العمل والدورات التي تطرح في مختلف المجالات للحصول على شهادات تزيد من قوه السيره الذاتيه .
* عدم الاستسلام واليأس عند البحث عن وظيفه بل الاستمرار في متابعه الوظائف المطروحه في كل فتره .
وماذكرته من نقاط يتم بتوجيه وارشاد من اداره الجامعه بحيث يتم عمل ورش عمل للطالب بشكل دوري وعمل لقاءت للطلبه مع عده جهات حكوميه كوزاره العمل وشرح اساسيات وقوانين العمل السعودي وايضاً لقاء مع التامينات الاجتماعيه وصندوق هدف والدعم الذي يقدمه ،كل ذلك يجعل عقل الطالب مؤهل تأهيلا تام لسوق العمل وقوانينه وتساعده ايضاً في رسم حلمه بشكل صحيح ومتقن .
ايضاً توجيه دعوات لشركات ومؤسسات خاصه تساهم في تأهيل الطالب ودعمه من حيث استقطاب الطلبه وتقديم لهم شرح وافي وكافي عن اعمال المؤسسه ورؤيتها ورسالتها وعن الخدمات التي تقدمها .
الاحتكاك المباشر له اثر كبير في نمو عقليه الطالب ومساعدتهم في صقل افكارهم وارئهم في المكان الصحيح وبكذا يكون الجميع ساهم في بناء جيل واعي وجاهز للانخراط في سوق العمل بقوه وساهمنا ايضاً في القضاء على ازمات البطاله والمشاكل النفسيه والاجتماعيه الناجمه عنها
جميله عبدالمحسن
مسئولة تنمية موارد بشرية