- لا زالت ذكريات صيف ٢٠١٤ حاضرة في مُخيلتي، حين استقبلت رسالة نصية ورد بها "تبارك لك جامعة الدمام ترشحك للقبول" جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل حاليا هنا كانت البداية، بداية رحلة مليئة بالمشاعر المتضاربة، شعور بالفرح والخوف، شعور بالحماس والتردد، شعور بالفخر والمسؤولية، كان ذاك اليوم أشبه بالأمس.
- لم أكن أعلم مالذي تخفيه جدران هذه الجامعة لي، ولم أعلم مالذي بقى في جعبتي لأقدمه، كنتُ مراهقاً لا أتحمل المسؤولية كاملة، وكانت ثقتي في نفسي شبه معدومة، لم أعلم ماكانت تخبيه لي الحياة الجامعية من مصاعب وتحديات.
- لا زلت أتذكر حين فتحت متصفح البحث قوقل لكي أقرأ عن تخصص الادارة المالية، لا أخفيكم كان قوقل صديق الرحلة الصدوق الذي بدأت هذه الرحلة بمشورته. و انتهى أول يوم، ومضى أول أسبوع، و أول شهر، و أول اختبار قصير، و أول واجب، و أول اختبار شهري، و أول مشروع، و أول اختبار نهائي، و أول فصل، ومن ثم انتهت السنة التحضيرية بخيرها وشرها.
- استوعبت أن الرحلة ليست بتلك الصعوبة، مع الجهد البسيط والعمل القليل المستمر سأصل إلى خط النهاية! أغسطس ٢٠١٥: كنت أتجول في معرض التعريف بتخصصات كلية ادارة الاعمال، لم يجذبني أي تخصص انذاك باستثناء الادارة المالية.
- كان لكل تخصص قاعدة تمثله .. فكانت القاعدة الموجودة لتخصص المالية "لاتضع كل البيض في سلة واحدة" هذه القاعدة من أشهر القواعد في عالم المالية، أي تعني أنك حين تملك مبلغ من المال وتريد استثماره من الافضل ان تنوع في مجالات الاستثمار. قاطعتُ حديث الدكتور الذي كان يُعرف عن التخصص "طيب يادكتور اقدر احط البيض كله في سلة وحدة بس أراقبها بحذر؟" إبتسم وقال لي "انت تنتمي إلى هُنا."
- مارس ٢٠١٩: أودع جدران هذه الكلية تاركاً خلفي تلك الذكريات وماضيها الجميل، متجه نحو مستقبل وحلم لا أكاد أُصدق أنني أحلم به الآن، بجواري اخوتي الذين إلتقيت بهم في بداية الرحلة، متشعبين في كل الإتجاهات، نملك في جعبتنا كل ما نحتاج إليه لنكمل كتابة هذه القصة.
- اليوم... هو اليوم الذي تبدأ به حياتنا الجديدة، اليوم أصبحنا مسؤولين ليس فقط على أنفسنا، بل على من حولنا أيضاً، اليوم أصبحنا جاهزين لمواجهة الحياة لوحدنا، اليوم أصبحنا مُستقلين، اليوم نحنُ جاهزين لصنع الفارق ...... اليوم نحنُ المستقبل.
- فواز بن يوسف الذيب - الدمام
خريج الدفعة 40 - جامعة الامام عبدالرحمن بن فيصل
ادارة الاعمال - تخصص مالية ومصرفية