- إن من أكبر الفجوات التي يعاني منها البعض هي أزمة الكينونة أو الهوية وهي مشتقة من كلمة (هو) أي نوع من الإنتماء و إستقاء القيم و السلوك فمن لا يدرك معناها ينقلها للأسرة أو أو العائلة أوالقبيلة أو عمل أو منصب أو شهادة و هكذا و تظل هذه الفجوة التي قد نحوها إلى التعصب من حيث رؤية نفسك وكينونتك من خلال الآخرين . وقد تتطورلعنف و إستمراء ذلك بتبريرات مغفلة بكلامات رنانة تداعب المشاعر .
- هنا لاننكر بل نشجع على الإعتزاز و المحبة و صلة الرحم وغيرها من المعاني الأنسانية السامية و لكن الحقيقة هي أن هويتك هي نفسك أي كما أشتقت من اللغة العربية فالجميع ينظر لك من منطلق ( هو) فتزكية النفس ( ونفس وما زكاها ) عندها تتجلى قيمك و أخلاقك و سلوكك في ضوء حب الله والإنتماء للأسرة والوطن و تفانيك في العمل و السعي للعلم و المعرفة ( كل نفس بما كسبت رهينة) .
- وتكمن خطورة هذا الأمر بإستغلاله ممن أسديت لهم هويتك وتعصبت لهم بما يسمى "الإبتزاز العاطفي" فالبعض عن طريق تفسيراتهم الخاطئة لإهتمامك العادي بهم يحاولون إستغلالك و إبتزازك عاطفياً وتحقيق مصالحهم على حسابك فما بالك لو كنت فعلا ترى نفسك من خلالهم أو في مرحلة ضياع للكينونة أو الهوية ولك أن تتصور..
- هويتك نفسك و مصلحتك في تزكيتها و تطويرها و رعايتها روحياً وعقلياً و جسدياً وسوف تتجلى قيمك ومكانتك فيما حولك إنطلاقاً من ذلك ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) دمتم بسعادة.
✍ فرحان الشمري - الجبيل