لا تلوموه!
غارقٌ هوَ... غارقٌ في الحزنِ حتى الثمالة، وحينَ أرادَ أن يَعُبَّ من سُكْرِ الفرح، حاربوه!
لا تلوموه!
عالقٌ هوَ... عالقٌ و تربةُ الألم تشدُّ جذورهُ و تغرسها فيها عميقاً، و حين حاول التحرّر منها، أمسكوه!
لا تلوموه!
مدمنٌ هوَ... مدمنٌ على سوادِ ليلِ أيامه، و المطرُ الأسودُ يهمي ليقتلَ براعم النورِ في ليلهِ الطويل، و حينَ قرّر أن يتشبّثَ ببراعمِ نورهِ، قيّدوه!
لا تلوموه!
مذعنٌ هوَ... مذعنٌ لزوابع الحياة المتتالية، التي تلفّهُ في دواماتها اللامتناهية، و حين نوى الهروب منها، حاصروه!
لا تلوموه!
حائرٌ هوَ... حائرٌ بين ماضٍ معتم و حاضرٍ مظلم و حين مشى في طريق المستقبل المشرق، عنّفوه!
لا تلوموه!
ثائرٌ هوَ... ثائرٌ على تبعاتِ عقولهم المغلقة، الفارغةِ كالطبل، و حين تمرّد على قوانينهم، نفوه!
فلا تلوموه! فما بقيَ لديه من رمق، ليُقاوم وحده، تركةً من التخلف، ورثها عن أبيه، كما ورثها من قبلُ عن جدّه أبوه! فلا تلوموه!!!
✍ ميساء محمدصلاح خياطة