- لم تمر الكرة السعودية بمرحلة إنعدام وزن وتخبط مثل هذه الفترة .. إنها أشبه ماتكون بضياع الهوية .
- لا أعني هنا الناحية الفنية فذاك شأن آخر وسيكون لها وقتها للحديث عنها لكنني اتحدث عن النواحي الإدارية والتنظيمية ..
- كنت أول من طالب بأن تكون مجالس إدارة الإتحادات الرياضية بالإنتخاب كان ذلك في مقال كتبته في جريدة الرياض في بداية 1978 (في منتصف الأسبوع) وطالب كثيرون غيري فيما بعد ويبدو أننا نتحسر الان على مرحلة (التعيينات)
- طبعاً هذه المرحلة لن تعود لكن مايحدث هذه الأيام دعاني لذلك .. في 20/12/2022 عشنا أجواءً انتخابية مثيرة ولأول مرة في الكرة السعودية عندما فاز الأستاذ احمد عيد برئاسة اتحاد كرة القدم بـ 32 صوتاً مقابل 30 لمنافسة الأستاذ خالد المعمر بعد جولة ثانية ..
اتم ابو رضا دورة انتخابية كاملة (اربع سنوات) اختلف معه فيها كثيرون وطالبوا بابعاده وهم اليوم يتحسرون على (اتحاده) على الأقل وهذا ما أجمع عليه الكل ..
كان هناك رؤية واضحة .. وكان هناك هدف ..
- أعضاء الإتحاد ولجانه خرجوا من رحم الأندية فهم الأدرى بشؤنها وشجونها ..
وصل بالمنتخب إلى نهائيات كأس العالم 2018 فهو من وضع الأساس واختار الجهاز الفني وقطع شوطاً كبيراً في مشوار التأهل .. ووصل إلى مقعد في المكتب التنفيذي للاتحاد الاسيوي ومقاعد في لجان الاتحاد.
- في يناير 2017 خلفه عادل عزت واستقال بعد اقل من 20 شهراً ثم تم الإعلان رسمياً عن نية ترشيحه لرئاسة الاتحاد الآسيوي ودعم ملفه ..
- في 3 اكتوبر 2018 فوجيء الوسط الرياضي بإعلان قصي الفواز مرشحاً وحيداً لرئاسة الاتحاد وقائمة ضمت إلى جانبه عشرة أعضاء منهم أجنبي واحد وسيدتان.
المفاجأة تمثلت في ناحيتين:
- الأولى:
أنه مرشح وحيد ممايعني فوزه بالتزكية في وقت يدرك الغالبية أن كرسي الاتحاد مطلب كثيرين بصورة مباشرة أو لمرشحيهم.
- الثانية:
أن اعضاء الاتحاد بمافيهم قصي غير معروفين لدى الوسط الرياضي ولم يسبق لهم العمل فيه باستثناء ثلاثة كانوا لاعبين سابقين منهم من عمل في الاجهزة الفنية وهذه لاتكفي نسبة لبقية الأعضاء.
- وهنا .. فإنني لا أشكك فيهم كأشخاص وفي كفاءتهم وثقافتهم أو تأهيلهم ونجاحهم في أعمالهم لكنني اتحدث فقط عن (أعضاء اتحاد كرة القدم)
- 100 يوم .. مضى على هذا الاتحاد حتى الان 115 يوماً .. والـ 100 يوم الأولى عادة ماتحدد الأسلوب القيادي للرئيس وملامح نجاح سياسته، وهو المفهوم الذي اطلقه الرئيس الأمريكي روزفلت.
- فماذا قدم لنا هذا الاتحاد في الـ 100 يوم الأولى !؟
مضى اكثر من اسبوع على خروجنا من أمم آسيا دون حراك أو ردة فعل بل أشغلونا بقضايا داخلية وكل ماحصل لا يتعدى تصريحات مستهلكة ..
- المدرب ينتهي عقده مع نهاية البطولة ولا حديث حوله، بل إن رئيس الاتحاد قال:
لم نشأ تغييره بعد كأس العالم حتى لا نؤثر على استقرار الفريق بمعنى أن عدم القناعة به موجودة قبل البطولة ومع أن كأس العالم إنتهى قبل 6 أشهر وهذا الاتحاد عمره الان اكثر من ثلاثة اشهر ..
- المنتخب في مهمة وطنية والمنافسات المحلية قائمة .. والقضية هنا ليست في عدم عدالة المنافسة فقط ولكن في تشتيت ذهن الجماهير والاعلام وعدم وقوفهم مع منتخب الوطن وهو مالاحظناه ايام البطولة حيث كان اعلامنا غارقاً في إثارة قضايا محلية وتراشق لايخدم المصلحة العامة.
- وثالثة الأثافي ... مباراة النصر وأحد وعدم الجرأة والصراحة في اتخاذ قرار بشأنها، وعندما (تمخض الجبل) صدر القرار باسم لجنة المسابقات دون علمهم وهذا يعني أحد أمرين لاثالث لهما .
- إما أن الإتحاد لايملك الجرأة في مواجهة الأندية وبالتالي وضع اللجنة في هذه المواجهة.
- أو أن (الطاسة ضايعة) في الاتحاد وعدم فهم لصلاحيات كل لجنة ودورها أو تدخل في شؤن اللجان وعدم احترام لاستقلاليتها.
- والحقيقة أن الشيء الوحيد الذي قام به الاتحاد حماسهم لترشيح انفسهم لمقاعد الاتحاد الآسيوي واخراج اعضاء اكفاء ذوي خبرة امثال الأستاذ احمد عيد بدلاً من دعمهم وهذا سيكون له حديث آخر في الوقت المناسب.
- وليتهم يملكون الجرأة بالاستقالة والدعوة لانتخابات جديدة كالتي تمت في ديسمبر 2012 تتاح فيها الفرصة لكل من يجد في نفسه الكفاءة بمافيهم أعضاء الاتحاد الحالي.
والله من وراء القصد ..
عبدالله الضويحي