مساءٌ مُعَّتم يسودُ لحظاتي الآن وتتقاذفها رياحُ الضجيج والصخب معلنةً بعثرة أفكاري في سِر عالمهِ الأبكم، بيد أنه قد جعلني أنْسُج خيوطً من الجُمل تراكيبُ معناها : روحٌ تَعُج بمرارة البُعد، وحنين باشتياق قاتل .
وردتي الزاكية
أعلم يقيناً إن كَلِماتي البسيطة لا تفي قدرك المَكبوتْ بداخلي إنما هي بعضٌ من مكنونها الدفين علَّها تقودني إليكْ، فغِيابُك المميت جعلني أُعانِق الشَّوق وأتصفحُ أنين الذكريات، معلنةً بعثرة أنفاسي بين الضُّلوع، فما مُرَّه وعذابه إلا روحٌ تناجي رُوحْ، وما هَيجانَه إلا أنين صارخ على تِذكار من سَكنُه بِضلاله.
وردتي الزاكية
مع قَسوةِ الحرمان وتْنَهُّـل الأشواق وحُرْقَتِها،
وفواصِل المسافة بِبُعْدٍ قاتِل، إلا أنني زَرعتُ أمل اللقاء بِك وأينَعَّتْ بِداخلي بصيص الأمل برؤاك، عودي ليكتمل جُزئي المفقود والمَركون بصدري، واجعلي كل شيءٍ كاملاً وحيٌّ بِداخلي، تعالي لتَتَوارى اللَّهفةُ والحنين دون رَجْعة، ثُمَّ انثُري نَسائِمَ عِطْرَكِ الزاكي بين أروِقَة الرُّوح ونَسَماتِها ليعِّم فَرحُها وتَدومَ سعادتُها.
بقلم أحمد المجرفي