الدمام –المختصر الاخبارية
قال مدير جامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل الدكتور عبد الله بن محمد الربيش ان المؤتمر الأول للتعليم من اجل التنمية المستدامة في المملكة يأتي كمحاولة لمناقشة واقع التعليم من اجل التنمية المستدامة تماشيا مع الأهداف التي تسعى لها المملكة في تنفيذ خطة اهداف التنمية المستدامة 2030م حيث اهتمت المملكة بوضع مجموعة من الأنظمة والتشريعات التي تضم تنفيذ اهداف التنمية المستدامة بالإضافة الى تطوير خططها و مبادراتها التنموية كي تتوافق مع احتياجات وتحديات البلاد وقد جاءت برامج ومشاريع الرؤية الوطنية الطموحة للقيادة منسجمة ومتوافقة مع اهداف التنمية المستدامة .
وقال الربيش ان المؤتمر الأول للتعليم من اجل التنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية الذي يعقد بالجامعة تحت عنوان : ” الجغرافيا من اجل التنمية المستدامة لرؤية 2030 ” وحضور امين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير و رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السعودية الدكتور محمد شوقي إبراهيم مكي ونخبة من المتخصصين في مجال الجغرافيا .
وأضاف الدكتور الربيش ان التغيرات المتسارعة في مختلف نواحي الحياة في المجتمعات المعاصرة افرزت الكثير من الانعكاسات السلبية على البيئة وأصبح العالم يعاني من مشكلات بيئية وصحية واجتماعية اثرت بالسلب على حقوق حياة الأجيال والكائنات على الأرض وفي ضوء هذه التغيرات أولت دول العالم المتقدم اهتماماً متزايداً لمفهوم و ممارسة وتطبيق التنمية المستدامة من اجل المحافظة على بيئة مستدامة سعياً للإبقاء على حقوق الأجيال القادمة في العيش بسلام على الأرض و ان التنمية المستدامة لم تعد في الحقيقة ترفا فكريا بل مطلب أساسي لتحقيق العدالة في توزيع ثمار ومكاسب التنمية والثروات بين الأجيال المختلفة لشعوب المعمورة.
وأشار الى انه و بلا شك ان التعليم في مقدمة أولويات المهتمين وواضعي الاستراتيجيات لإحداث التغيير المطلوب لتعزيز مفهوم التنمية المستدامة لتحقيق تنمية بشرية مستدامة تساهم بدور كبير في بلورة استراتيجيات هذه المجتمعات في تحقيق اهداف التنمية المستدامة السبعة عشر التي تبنتها الأمم المتحدة منها ضمان التعليم الجيد المنصف و الشامل للجميع وتعزيز فرص التعليم مدى الحياة للجميع ، و ان التعليم لأجل التنمية المستدامة يهتم بدعم وبناء القيم ورفع مستوى الوعي لتحقيقه واننا نشترك مع الاخرين في مصير واحد لأجل ذلك تبنت الأمم المتحدة مشروع عقد الأمم المتحدة لأجل التنمية المستدامة 2005 – 2014 م ، واعتماد اليونيسكو كمنسق ومشرف عام لتنفيذ المشروع ومن ضمن ما يهدف اليه هذا العقد تغيير كيفية التعليم ودوافعه وقد تم التوصل الى فهم شامل للتنمية المستدامة يدور حوله ثلاث محاور هي المجتمع ، و البيئة ، والاقتصاد مع اعتبار الثقافة بعداً أساسيا فيها جميعاً ، ومن منطلق ما توصل اليه الإعلان الدولي بشان التعليم الجغرافي للتنوع الثقافي 2013م والمنبثق من لجنة التعليم الجغرافي التابعة للاتحاد الجغرافي الدولي بمساهمة الجغرافيا في التعليم من اجل التنمية المستدامة فقد تم العمل على دمج التنمية المستدامة في كل مستويات تدريس الجغرافيا في العالم ، و المملكة وهي احد الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونيسكو فهي مهتمة جدا بقضية تطوير التعليم في جميع مؤسساتها التعليمية من ناحية وبقضية التعليم من اجل التنمية المستدامة من ناحية أخرى .
وذكر امين امانة المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير ان عروض ونقاشات المؤتمر الأول للتعليم من اجل الاستدامة الذي يعقد في الجامعة سنستطلع منه اراء لنكون شركاء في وضع الرؤية العمرانية لمستقبل المنطقة الشرقية في الاستدامة والازدهار وتتوافق مع رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني واستنادا الى الاستراتيجية العمرانية الوطنية للمملكة والتي تهدف بشكل أساسي الى تحقيق تنمية عمرانية متوازنة وتقليل الفوارق الإقليمية بين مناطق المملكة وانطلاقا من استراتيجية التنمية العمرانية للمنطقة الشرقية فقد قامت الأمانة من خلال الممارسات التخطيطية بمختلف مستوياتها لإيجاد البيئة العمرانية المستدامة التي تلائم احتياجات المواطنين وتراعي التطور التكنولوجي المستمر والمتزايد من خلال القيام بإعداد الكثير من الدراسات التخطيطية الكبرى في السنوات الأخيرة الماضية .
وأضاف الجبير ، وكان نتاج ما تم من دراسات وابحاث لمجموعة من المخرجات حددت الأمانة بموجبها رسالتها التي تنص على توجيه التنمية العمرانية وتقديم الخدمات البلدية الراقية بمنهجية ومهنية عالية بمشاركة افراد القطاع الخاص من اجل بيئة صحية وعمرانية لتكون الأمانة الرائدة في تقديم الخدمات المتميزة وذلك لتصب في رؤيتها وعصرية تحقق من خلالها راحة وسلامة المواطنين والمقيمين ورفاهيتهم مبنية على أسس مهنية وقيم مؤسسية أهمها العمل الجماعي لتطوير مدن المنطقة الشرقية لتصبح مدناً ذكية على مستوى الشرق الأوسط في الاتقان والابداع و النزاهة والعدالة والمعاملة الحسنة و الشفافية ،
وبعد عدد من ورش العمل المكثفة لكافة الأطراف المعنية قامت بها الأمانة والمستندة على برنامج التحول الوطني 2020 للمساهمة في تحقيق رؤية المملكة 2030 وادراك التحديات التي تواجه الجهات الحكومية القائمة على القطاعات الاقتصادية و التنموية في سبيل تحقيقها ومن ثم تحديد المبادرات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف بشكل سنوي و بناء خطط تفصيلية لها تعتمد على مؤشرات مرحلية لقياس الأداء و متابعته من خلال برنامج مدينتي 2018 وقد تم استخلاص أولويات الأمانة وابرز أدوارها في خطة مفصلة تشكلت ابرز ملامحها ضمن 8 محاور رئيسية وعديد من المبادرات وهي الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة في المدن السعودية وتحسين المشهد الحضري في المدن السعودية و التفاعل مع المواطنين و الاتمته وتسهيل الإجراءات و التخصيص و الاستدامة المالية و برنامج تحقيق الرؤية و فعالية النظام البلدي وكفاءته ، وهنا يأتي دورنا كمختصين في مجال التنمية العمرانية وممثلين لحاضرة الدمام وللمنطقة الشرقية في الإفصاح عن آراؤنا والتعبير عن تطلعاتنا ومناقشة ما استجد من دراسات واضافة ما لدينا من معلومات تساهم في وضع الرؤية العمرانية الشاملة لاستدامة وازدهار المدن .
وذكر رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية السعودية الدكتور محمد شوقي بن إبراهيم مكي ان موضوع هذا المؤتمر مهم لأنه يجمع بين النظرة الفاحصة لوضع التنمية في المملكة وبعض أجزاء العالم وبين تطلعات لمخرجات افضل في المستقبل مما يؤكد ان الجغرافيا لم تعد متوقعة في أساليب تقليدية في التعليم او البحث الوصفي وانما لها اسهامات واسعة تطبق احدث التقنيات التي تربط الماضي بالحاضر وتتطلع لغد افضل ، و تؤكد خطط التنمية الأخيرة في المملكة على ضرورة تحقيق التنمية المستدامة والمحافظة على الامن والاستجابة للأولويات الاقتصادية للمواطن وضمّنت وزارة التعليم خططها التعليمية أهدافا ومحاور لتحقيق التنمية المستدامة ونامل ان يسير مؤتمرنا على الخطى نفسها للخروج بتوصيات تسهم في تحقيق رؤى 2030، فالتعليم من اجل التنمية المستدامة اصبح ضرورة ملحة للقضاء على السلوكيات التي تعج بها وسائل التواصل الحديث من تفاخر بتدمير البيئة الطبيعية فأصبحت الحاجة اكبر لتضمين القضايا الرئيسية للتنمية المستدامة في التعليم والتعلم مثل تغير المناخ و الحد من الفقر والاستهلاك المستدام ويتطلب ذلك تطوير أساليب التدريس والتعليم التي تحفز المتعلمين على اتخاذ الخطوات المناسبة التي تعزز التفكير النقدي لتحقيق جودة التعليم الذي يؤدي الى التنمية المستدامة بطريقة تعاونية تتيح للجميع المشاركة في تحقيق رؤية المملكة 2030 .
من جانبها ذكرت رئيسة قسم الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية رئيسة فرع الجمعية الجغرافية السعودية بالدمام الدكتورة بدريه حبيب ان هذا المؤتمر يهدف الى بناء زخم من متخذي القرار والمجتمع لدعم التعليم من اجل التنمية المستدامة كمشروع تتبناه الجامعة ممثلة في كلية الآداب لدفع التعليم والتعلم نحو خدمة اهداف رؤية المملكة 2030 بخلق جيل قادر على التغيير و استغلال موارد الدولة بما يدفع عجلة التطور وسيتناول المؤتمر عدة محاور هي دمج الاستدامة في التعليم و محور التنمية المستدامة و محور الجغرافيا و الاستدامة البيئية و محور التنمية و الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية و محور التقنية والاستدامة في الجغرافيا .
وأضافت د.حبيب ان الملتقى سيخلله 6 جلسات علمية يقدمها متخصصين جغرافيين وذلك للسعي نحو تحقيق اهداف المؤتمر في تحفيز ودعم بحوث التنمية المستدامة في الجامعات السعودية و تسليط الضوء على مستجدات البحوث الاقتصادية و الاجتماعية والبيئية فيما يتعلق بدمج مفاهيم التنمية المستدامة في العلوم و مناقشة المشكلات التي تواجة أعضاء هيئة التدريس في دمج الاستدامة في العملية التعليمية وايضاح أهمية العمل التطوعي في تحقيق اهداف التعليم المستدام و استعراض الوضعية الحالية للمناهج والمقررات الجغرافية في الجامعات ودعم المبادرات التي تساهم في رفع تنافسية علم الجغرافيا في سوق العمل واستدامة الاعمال وتحسين جودة الخدمات العامة في القطاعين العام والخاص .
وفي ختام المؤتمر تم تكريم الجهات الراعية و الفائز بجائزة الادريسي للتميز الجغرافي الدكتور محمد إبراهيم الدغيري .