ايمان جمل الليل – جدة – المختصر الاخبارية
أعلنت جامعة عفت عن تدشين معمل أبحاث علم النفس الإيجابي والحياة الطيبة، وذلك خلال فعاليات أول ندوة عالمية في علم النفس تشهدها المملكة العربية السعودية، والتي حملت عنوان “علم النفس الإيجابي لمجتمع مفعم بالحياة”، ونظمتها الجامعة على مدى يومي 28 و 29 مارس 2018 في جدة، برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل، نائب رئيس مجلس الأمناء والمشرف العام على جامعة عفت.
معمل أبحاث علم النفس الإيجابي والحياة الطيبة افتتحته د/ هيفاء جمل الليل، رئيسة جامعة عفت، تحت رعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل. وتم اختيار اسم معمل الأبحاث بعد مباحثات ورغبة لإلقاء الضوء على دور الايجابية في الإسلام
وأكدت الدكتورة هيفاء جمل الليل أن المستقبل ذاخر بفرص النمو للمعمل الجديد، وأن جامعة عفت ملتزمة تجاه مفهوم التميز في الأبحاث من خلال العمل استناداً إلى أرفع المعايير العالمية. وقالت الدكتور جمل الليل، “معمل أبحاث علم النفس الإيجابي والحياة الطيبة يشكل إضافة قيمة لمعامل الأبحاث الأربعة بالجامعة، مما يتيح لطالباتنا فرصة الوصول إلى التقنيات العالمية خلال دراساتهن وتطويرهن لأساليب مبتكرة ومستدامة.”
وتولت الدكتورة صديقة آل غالب، الأستاذ المساعد بقسم علم النفس في جامعة عفت، تأسيس معمل أبحاث علم النفس الإيجابي والحياة الطيبة، كأول معمل من نوعه في المملكة، وذلك بدعم من طالبات قسم علم النفس عفيفة سالم، ورنا دهلوي، وشادن الخليفة. وقام فريق المعمل باستكشاف الاستخدامات العملية لعلم النفس الإيجابي لتعزيز رفاهية الحياة للأفراد، وذلك ضمن رسالة الجامعة لإتاحة الفرصة لطالبات جامعة عفت لتطوير مهاراتهم البحثية من خلال المشاركة الفعلية في كافة جوانب الأبحاث الأكاديمية. ويخطط فريق المعمل الجديد للتعاون مع العلماء في هذا المجال والجامعات الأخرى والعيادات النفسية، من أجل إنتاج أبحاث عالية الجودة وتقديم خدماته لقطاع كبير من الأفراد في المجتمع.
وتضمنت الندوة التي نظمها قسم علم النفس بالجامعة وحضرها أكثر من200 شخص، تسع أوراق عمل قدمها أكاديميون وباحثون من دول مختلفة،
إضافة إلى ست ورش عمل وجلسات حوار وحفل لتقديم الجوائز، وشارك بها ثلاثة متحدثون رئيسيون كان أولهم هو الدكتور دافيد كريسويل، أستاذ مساعد في علم النفس، جامعة كارنقي ميلين، الولايات المتحدة الأمريكية والمؤسس لمعمل أبحاث الصحة والأداء البشري، والذي تناول موضوع “توكيد الذات”، حيث أكد على أن الهدف هو الحفاظ على صورة مكتملة للذات، باعتبار أن الشخص يتميز بالكفاءة والجدارة والقدرة على التكيف، موضحاً أن علم النفس الإيجابي يركز على الطرق التي يمكن من خلالها دراسة نقاط القوى لدينا، وأن توكيد الذات هو وسيلة لحشد الجوانب الإيجابية الذاتية، ومصدر يمكننا اللجوء إليه في أوقات الشدة، وقد يكون له فوائد صحية لا حصر لها فيما يتعلق بالحالات والأمراض التي لها علاقة بالضغوط النفسية.
الدكتورة صديقة آل غالب كانت المتحدث الرئيسي الثاني، وقدمت ورقة بحثية بعنوان “علم النفس الإيجابي في جامعة عفت والمملكة العربية السعودية”، وكشفت من خلاله عن غياب أشبه بالكامل لبرامج رفاهية متكاملة قائمة على إدراك والجوانب الثقافية في المجتمع العربي، على الرغم من الثقافة الثرية التي تضع مكانة عالية للجوانب الروحية. وقامت مجموعة مراقبة من طالبات جامعة عفت بإجراء دراسة تجاربية للتعرف على فعالية برنامج جديد للرفاهية قائم على الوعي بعنوان “إدراك اللحظة بجدة”، وذلك على المجتمع الأكاديمي بالمملكة العربية السعودية.
أما المتحدث الرئيسي الثالث فقد كانت الدكتورة لويز لامبرت، أستاذ مشارك في علم النفس، الجامعة الكندية، دﺑﻲ، الإمارات العربية المتحدة ورئيسة تحرير مجلة الشرق الأوسط لعلم النفس الإيجاﺑﻲ، وقدمت عرضاً بعنوان “إتجاهات علم النفس الإيجاﺑﻲ في الشرق الأوسط والمساعي المستقبلية”، وأوضحت أن علم النفس الإيجابي يعد مجالاً جديداً يركز على رفاهية الحياة وليس على ضنكها، وعلى الجوانب الإيجابية في الحياة، والتي تشمل المشاعر والمعاني والمشاركة ونقاط القوة الشخصية والعلاقات والإنجازات، وجميعها من جانب إيجابي.
رئيسة الندوة الدكتورة صدیقة آل غالب قدمت ورقة بحثية هامة بعنوان “آراء المجتمع حول قيادة المرأة في المملكة العربية السعودية: علاقتها بقابلية الانفتاح والحصول على الخبرة، الرضا عن الحياة والسعادة”. وأوضحت الدكتورة صديقة أن قيادة المرأة للسيارة على طرق المملكة تمثل حلم تحقق أخيراً للسعوديات كافة، وأن هذا القرار يزيل عائقاً نفسياً ويمكنهن من الإسهام بفاعلية أكبر في نجاح رؤية 2030.
وتضمنت الندوة كذلك جلسة حوار بعنوان “دور الشباب المهم”، وأدارتها مدربة تطوير القيادات الأستاذة روزانا البنوي، بمشاركة المتحدثين خالد سندي، ونیرمین الإریزا، ورولا عاشور، والدكتور ماجد عشي، وأفنان طاش.
واختتمت الندوة بورش عمل تفاعلية تناول مواضيع ثرية، مثل التفكير الإيجابي في بيئة العمل، والذكاء الثقافي وبناء العلاقات.
وعلقت الدكتورة هيفاء جمل الليل، على الندوة قائلة، “مجتمع حيوي هو أحد المحاور الثلاثة التي تشكل رؤية 2030 والتي ندعمها على كافة المستويات، ومن المؤكد أن الإيجابية هي السبيل للوصول إلى مجتمع مزدهر. وهذه الندوة تهدف إلى تعزيز الفهم العلمي وتطبيق علم النفس الإيجابي من خلال منهجيات عديدة قائمة على الأدلة، وتشجيع الشباب على تبني علم النفس الإيجابي في حياتهم، وفهم العلاقات بين القيم الإسلامية وعلم النفس، ودعم الأبحاث في مجال علم النفس الإيجابي بالمملكة ومنطقة الخليج وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.”
وأضافت قائلة، “سعدنا كثيراً بالحضور الرائع ومشاركة باحثون وأساتذة جامعات وطلاب وممارسون لعلم النفس الإيجابي من أنحاء مختلفة من العالم ومن مجالات أكاديمية متعددة، ومن المؤكد أن مخرجات هذه الندوة وغيرها من الفعاليات العالمية التي تنظمها الجامعة قد عززت مكانة جامعة عفت على المستوى العالمي، وأكدت على تواجد المملكة على الساحة الدولية.”