محمدالأمير-الدمام-المختصرالإخبارية
أعاد مهرجان الساحل الشرقي بنسخته السابعة، حرفة صناعة السفن التقليدية المصنوعة من الخشب في المنطقة الشرقية بعد انقطاع استمر قرابة الـ 50 عاماً، وذلك من خلال مشاركة عدد من الحرفيين ضمن فعاليات المهرجان ، الذي ينظمه مجلس التنمية السياحية، وتنطلق فعالياته بعد غداً الثلاثاء ، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ، في منتزه الملك عبدالله البيئي بالواجهة البحرية بمدينة الدمام.
ويؤكد ناصر عبداللطيف الدحيم المعروف بــ ” النوخذة أبوصقر ” ، المشارك بالمهرجان على أهمية إحياء هذه الحرفة التي تعتبر من أقدم الصناعات التقليدية في الخليج وهي كغيرها من الصناعات مرت بمراحل انتقالية من حيث تصنيعها واستخدامها ومكوناتها التي تطورت مع تطور الصناعات.
ويشير أبو صقر أن حرفة صناعة السفن الخشبية والذي يسمى محترفها بـ”القلاف” تعتبر من أدق واهم الصناعات اليدوية التي يستخدم فيها أنواع خاصة من الأدوات والأخشاب والمسامير لتكون السفينة جاهزة لدخول البحر وتحمل قوة أمواجه والعواصف التي يواجهها البحارة.
ويضيف بأن البحر مليء بالخيرات والأرزاق وكما هو كذلك فهو أيضا مليء بالأسرار وعالم مجهول ولكن حياة الشقاء والفقر التي عاشها الأوليين من أهالي الخليج اجبرتهم على دخول البحر والغوص وصيد الأسماك وجمع اللؤلؤ، مبيناً بأن سكان الخليج اكتشفوا البحر وذلك بفضل الله عز وجل ثم بفضل تطور صناعة السفن في الخليج.
وصنف النوخذة أبوصقر أنواع السفن بحسب استخدامها فمنها ما يفضها الصيادين ومنها ما يتم استخدامه في “الدشة” للغوص واستخراج اللؤلؤ، مبينا أن أشهر أنواع السفن التي تتم صناعتها في الخليج البوم والجالبوت والبغلة والبقارة والشوعي والهوري والسنبوك والبتيل والغيرب بالإضافة إلى الصمعا وهو قارب خشبي يستخدم في البحث عن المحار ونقل الركاب، مشيراً إلى أن صناعة السفن تحول من استخدام الخشب الذي تصنع منها كخشب الساج وخشب الخيزران وخشب البامبو، إلى تصنعها من “الفايبرجلاس”.
ويعود النوخذة أبوصقر ليؤكد صعوبة حرفة صناعة السفن الخشبية، ومشيراً إلى أن المدة المستغرقة في صناعة السفن فتعتمد على نوع السفينة وحجمها فالسفن الكبيرة يستغرق صناعتها قرابة السنة أو أكثر ومنها ما يتم إنجازها في ستة اشهر، في حين يتراوح مدة بناء السفن الصغيرة ما بين الثلاثة والأربعة أشهر، فيما يتراوح عدد العاملين في بناء السفينة ما بين الـ 5 – 10 عاملاً، لافتاً إلى أن صناعة السفن الخشبية قد اندثرت.
من جانبه أوضح مدير عام هيئة السياحة والتراث الوطني المهندس عبد اللطيف البنيان، أن مهرجان الساحل الشرقي بنسخته السابعة أعاد صناعة السفن التقليدية بعد انقطاع دام أكثر من 50 عاماً وان مهرجان الساحل الشرقي ساهم في تشجيع عودة هذة الصناعة للسفن التقليدية بجزيرة دارين تحقيقا للاصالة، وذلك لما للمهرجان من دور محوري في تنمية مهارات المجتمع المحلي ، كما أن هدف المهرجان هو تكوين انطباع عن الحياة البحرية، وتجربة سياحية ممتعة للسائح، إضافة إلى تأصيل المقومات السياحية للمنطقة وتوفير فرص عمل لأبنائها، وتحقيق مشاركة المجتمع المحلي في الأنشطة السياحية والمردود الاقتصادي.