محمد الأمير – كوالالمبور – المختصر الإخبارية
نظم نادي الطلبة السعودي بماليزيا محاضرة بعنوان “نظام إدارة الاقتراحات” قدمها مدير عام جمارك وموانئ الشارقة والمنطقة الحرة الدكتور المهندس راشد الليم، برعاية شركة (الاختيار الأفضل) للتطوير العقاري، وذلك في إحدى القاعات بفندق (جي دبليو ماريوت) في العاصمة كوالالمبور.
وحضر اللقاء سعادة الملحق الثقافي المكلف هاشم العطاس، ومدير مكتب الشؤون الثقافية في الملحقية الأستاذ عبدالعزيز الراشد، ورئيس مجلس إدارة شركة (الاختيار الأفضل) الأستاذ سامي الصبيح، وجمع من منسوبي الملحقية والسفارة في كوالالمبور، إضافة إلى الطلبة المبتعثين وعدد من الطلبة العرب.
وأكد سعادة الملحق الثقافي المكلف بأهمية مثل هذه المحاضرات والندوات العلمية التي ينظمها نادي الطلبة السعودي في كوالالمبور، والتي تغطي كافة المجالات التي من شأنها رفع التحصيل العلمي للطلبة المبتعثين، شاكرا النادي على جهوده الكبيرة في استضافة كبار الشخصيات العربية أمثال الدكتور راشد الليم.
من جهته قام رئيس نادي الطلبة السعودي في كوالالمبور الأستاذ محمد الشيخ بتقديم درع تذكاري للدكتور راشد الليم، معربا عن شكره وتقديره لقبول الدعوة وإلتقائه بالطلبة السعوديين، لافتا في الوقت نفسه بأن النادي يقوم باستضافة مثل هذه الشخصيات المؤثرة في المجتمعات العربية للاستفادة من خبراتهم العلمية والفكرية، إضافة إلى توسيع مدارك الطلبة.
وكان الدكتور راشد الليم قد عرض خلال محاضرته أهمية المقترحات في الحياة الإدارية، وأنها تعتبر نواة الإبداع والاختراعات، ومفتاح التطوير والتجديد للشركات. وركز الليم على أهمية التنمية المستدامة لاسيما عند جزء التلاقي بين العناصر الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتي تشكل أهم التحديات التي يواجهها العالم.
وعرّف التنمية المستدامة بأنها “عملية تطوير الأرض والمدن والمجتمعات والأعمال التجارية بشرط أن تلبي احتياجات الحاضر، دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية حاجاتها”، موضحا بأن هناك فجوة كبرى بين تحديات الأزمة المالية والبيئة المستدامة، مقترحا لسد هذه الفجوة “البحث المستمر عن أفكار إبداعية”.
وأكد بأن كل شخص على وجه الأرض بإمكانه أن يصبح مبدعا، وأعطى أمثلة في التاريخ ابتداءا من عباس بن فرناس إلى إسحاق نيوتن، مرورا بأبي الهندسة أرخميدس وغيرهم من المبدعين، مضيفا بأن العصر الحالي مليء بالإنجازات الإبداعية، واخترع للإبداع طرقا ومناهج عديدة.
وذكر من بين تلك المناهج، هو برنامح “المخيلة البيئية” والتي تبنتها شركة (جنرال إليتريك) العالمية، وهي منهجية لتخيّل واستحداث حلول مبتكرة للتحديات البيئية، مع مواكبة التطور الاقتصادي، مشيرا إلى أن البرنامج أسفر عن إطلاق 400 منتج وخدمة، وقدرت عائداته بقيمة 25 مليار دولار سنويا، كما وفر 32 بالمائة من الطاقة، و46 بالمائة من المياه، وخفض مايقارب 32 بالمائة من الغازات الدفينة أي مايقارب 4,88 طن سنويا.
ولفت الليم إلى ضرورة تطبيق مايعرف بـ “التفكير التآزري”، وهو مزج التفكير الاعتيادي الناقد مع التفكير الجانبي، للوصول إلى الإبداع الحقيقي، من خلال الإدارة الجيدة للأفكار، وذلك بإجراء تنظيمي لتحفيز الموظفين للمشاركة في تقديم الأفكار، ثم رصدها وتقييمها وتحديد المميزة منها، لاسيما تلك المصنفة كقيمة مضافة للمنظمة، إضافة إلى تكريم صاحب الفكرة، مفيدا بأن الموظف المبدع يعادل 1000 موظف لجودة أفكاره.
وناقش في نهاية محاضرته سؤالا مهما لبناء الشخصية المبدعة وهو “هل لديك رؤية حقيقية أم لا؟”، مشيرا إلى أن الرؤية الحقيقية تضم في قلب حاملها قائدا يحتفظ بالمبادئ والقيم والأخلاق، ويضم في عقل حاملها مديرا منجزا ومتميزا ومبدعا، مؤكدا بأن نتاج مزج تلك العناصر ستكون إيجابية في الجانبين المادي والمعنوي.
يذكر أن الدكتور راشد الليم يعرف بجهوده المميزة في تحقيق التنمية المستدامة في مجال البيئة، وسعيه الدؤوب في تحقيق الموازنة الصعبة التي تسعى إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والصناعية، في ظل الحفاظ على البيئة وعدم استنزاف الموارد الطبيعية بالشكل الذي يؤثر على مستقبل الأرض، واستحق بذلك جائزة الشخصية البيئية لعام 2012، قدمتها له مؤسسة (جلوبال ليدرشيب) الماليزية التي تهتم بتكريم الشخصيات المتميزة والمبدعة من جميع أنحاء العالم .