أكد الفنان التشكيلي عبدالمحسن الطوالة أن رسامو الشرق الأوسط القدماء استخدم خامة الالوان المائية ووصلوا بها مراحل عالية من الابهار التقني ، وعلى مر العصور، تواجدت العديد من الاعمال المنفذه في العصور الوسطى الاوربية مرورا بعصر النهضة، وفي القرن الثامن عشر وفي انجلترا كان هناك تطور كبير في استخدام الالوان المائية حيث افرد لها مساحة كبيرة من الخصوصية والأهمية ، تلاه القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا مع استمرار التطور الكبير في مجال صناعة الورق والألوان، جاء ذلك خلال الورشة التدريبية التي اختتمت مساء أمس في جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام واستمرت ثلاثة أيام.وأضاف الطوالة أن البارعين في الألوان المائية كُثُر، لكن اعتقد أن اكتساح الزيت والأكريلك للساحة كان له الأثر، ولاننسى الاحجام الصغيرة للوحات المائي مقارنة بالزيت وربما يكون استصعابا لها إذا جاز التعبير، منوها أن في لوحة الألوان المائية يبلل الفنان المساحة المراد تلوينها مما يعطيه فرص أطول ويساعده ايضا بانتشار اللون أي ان الألوان المائية إذا كانت على أرضية مبللة تساعد الفنان بتكوين العناصر وماعليه إلا أن يوجه اللون بفرشته أو بالأدوات المساعدة لها.وعن التعامل مع اللوحة المائية يقول الطوالة يكون التعامل مع اللوحة بأن يرسم الفنان لوحته في مخيلته بشكل تقريبي، ويجب أن يراعي نقطة هامة وهي ان تكون اللوحة بشكل افقي تماما كي لايخرج اللون عن نطاقه بحكم سيولته، ومن ثم يبدأ بتخطيطها بقلم المرسم درجة h3، فما فوق، حيث لدرجته الباهتة، وذلك كي لاتظهر الخطوط تحت اللون بحكم شفافيتها، ثم يضع الماسك على المناطق الصغيرة لحمايتها من دخول اللون عليها، ليعمل بحرية تامة بالمساحات المحيطة بها وخاصة بالمساحات التي تتطلب التلوين بشكل عشوائي، كالسماء والأرض والبحر وحتى الحشائش وحتى في مواضيع الطبيعة الساكنة ربما يكون هناك زخارف أو لمعات، مضيفا بعد ان يفرغ تماما من المساحات يزيل الماسك على الورقة حتى لا تصعب ازالة الماسك ، يبدأ الفنان باللون في فراغ مابعد الماسك وهناك العديد من الاساليب للتعامل مع الالوان المائية.وأوضحت عضو لجنة الفنون التشكيلية في الفرع يثرب الصدير أنه في اطار سعي الجمعية الدائم لدعم الفنون التشكيليه وإثراء الساحة بكل ماينقصها من الجوانب الفنيه من ورش ودورات فنيه ، قدمت ورشة ( مبادئ التعامل مع الألوان المائيه ) مع الفنان عبد المحسن الطواله تعرض من خلالها لأساليب وطرق التعامل مع الألوان المائية ، والأدوات المستخدمة في هذا النوع من الفنون ، ووضح جوانب الصعوبة التي يواجهها اي فنان او مبتدئ خلال تعامله معها ومميزات هذه الالوان ونتائجها ، والفرق بينها وبين الالوان الاخرى ، من خلال تقديمه لتجارب عمليه مع المتدربات ، وبالرغم من التاريخ القديم لهذا الفن منذ العصور الوسطى ، إلا ان بصمته مازالت واضحة جدا في تطوره بمجالات صناعة اللون والورق ، ومازالت بعض المجتمعات الغربيه تعتمد عليه كنوع مميز من الفنون تنفرد بتقديمه وتتعامل معه كفن خاص بتاريخها القديم ، وينتشر هذا النوع حاليا في دول شرق اسيا كنوع من تراثها القديم ، وفي دول اوربا كنوع من الفنون التي تم تطويرها من خلال القرنين الخامس والسادس عشر وتكونت له مدرسه خاصة تميزت بسمات مميزه يمتاز بها فنانو تلك المناطق عن غيرهم الى جانب تطويرهم للأساليب مثل فن اللوحات السريعة المقدمة من خلاله ، والأدوات المستخدمه به وابتكار تقنيات جديدة تتضح من خلالها جمال الاعمال المقدمة وروعتها وتضعهم في مصاف الرواد لهذا النوع الجميل والرائع.