هيا اليامي – الدمام – المختصر الاخبارية
أكد الباحث الموسيقي خليل المويل الفنون وسيلة يعبر بها الفنانون عن مشاعرهم تجاه المجتمع او الطبيعة أو أو أي مظهر من مظاهر الحياة ، أنه يعطي انطباعه عما يراه حوله من خلال الفن سواء بلوحة جميلة او بكتابة شعرية او مجسم نحتي فني او قطعة موسيقية ، إن عمل الفنان يحرره من مشاعر الخوف او الغضب أو السعادة الكامنة داخله ويبرز ماديا للعيان، وبالتالي يقود ذلك الفنان لحالة من الاستقرار النفسي، جاء ذلك خلال الأمسية الفنية التي نظمتها لجنة الموسيقى بجمعية الثقافة والفنون فرع الدمام، مساء أمس، وقدمها فهد بن محفوظ.
وتحدث المويل في الأمسية عن ضرورة الفن بشكله عام، ماهية الموسيقى ، تبيان تعاريف الموسيقى و شرح عناصرها، أهمية الموسيقى وتأثيراها، أهمية الموسيقى عند الفيلسوف افلاطون، أهمية الموسيقى عند الفيلسوف ارسطو ، أهمية الموسيقى عند الفيلسوف هيجل، أثر تعلم علم الموسيقى على الهاوي، أثر الثقافة الموسيقية على العازف والموسيقي.
ويوضح أنها تنمي الفنون الجانب المعنوي للإنسان فتعمل بذلك ضد الجانب المادي له خاصة في هذا العالم الذي تحكمه المادة والمال . وهكذا يساهم الفن بإقامة توازن بين المظاهر الروحية والمادية في الحياة الانسانية . هذا التوازن يؤدي بدوره لمنع طغيان المال وتحكمه بالعقول . ويتم هذا التوازن حين ندعم مجالاً للتفكير في الروح والجمال والحب والإنسانية وغيرها عبر قراءة الادب والموسيقى وتأمل الأبحاث الفنية ، وتتوقف عن التفكير للحظات في المال وتحصيله الطعام والجنس والثروة والغنى وغيره من ماديات .
ويضيف المويل أن فن الموسيقى الذي اعتبره هيجل فن ذو طبيعة خاصة، تجعله ابعد الفنون عن قبول التعريفات والأوصاف ذات الطابع العام. فهو يرى ان المضمون الروحي لهذا الفن ترديد للذاتية، وأن الموسيقى فن يثير فينا انواع لاحصر لها من المشاعر والحالات النفسية، وأن فن الموسيقى من أسمى الفنون ألجميلة حيث انه يتميز بطبيعة خاصة لا نجدها عند غيره من الفنون، فهو فن الجمال السمعي الذي يستطيع ان يستوعبه الانسان في جميع بقاع الارض بالرغم من اختلاف اللغى والعادات والتقاليد التي توجد بين الدول.
كما يعتبر فن الموسيقى من الفنون التي يستطيع ان تجعل الانسان ينطق من عالم الواقع الى عالم الحس والخيال، فيتخلص ن أحزانه والامه التي تسيطر عليه، وكذلك تشكل السلوك الانساني وتطهر النفس الانسانية وتهذب الخلق وترقي الذوق.
وبيّن أن افلاطون ربط بين فن الموسيقى وعلم الاخلاق واعتبر الموسيقى وسيلة من وسائل دعم الفضيلة والأخلاق حيث اعتبر البدن تابعا للروح، والروح اقوى تأثيرا على البدن، فالأساس هو اخضاع الحس للعقل، لان الموسيقى تعبير مباشر عن عالم الحس، كما انها لابد ان يكون لها دور ايجابي في تربية النشء وبناء شخصيته وتقويم خلقه، مضيفا أن افلاطون نادى بتعليم الموسيقى منذ الصغر بداية من سن الطفولة، وذلك حتى تساعد الاطفال على النضوج فكريا كما تساعدهم على تهذيب أخلاقهم فقد وضع افلاطون برنامجا لتربية الطفل، حيث تبدأ من سن السابعة حتى السادسة او السابع عشر يتعلم الطفل من خلالها الرياضة البدنية والموسيقى.
أما الموسيقى عند ارسطو قال عنها أنها تلعب دورا اخلاقيا هاما في حياة الإنسان فالإنسان عندما يستمع اليها يشعر باستمتاع حق هذا الاستمتاع الذي يمثل نوعا من الفضيلة:” وبما ان الفضيلة تنحصر في التحقيق بان يحس المرء الاستمتاع والحب والبغض كما يأمر به العقل فينتج من ذلك انه لاشيء احق بدراستنا وعنايتنا مثل ملكه الحكم الصحيح على الأشياء
وكرم مشرف لجنة الموسيقى سلمان جهام والفنان حمد الرشيد والفنان فؤاد المشقاب الباحث الموسيقي خليل المويل.