رشا الكيلاني – ميني نيوز
لم تكن استقالة رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب تصرفاً فردياً لـ”مستجد في عالم السياسية” ملّ من التجاذبات بين القوى والكتل والتيارات السياسية، بل هي بحسب ما يراه بعض المحللين إيذاناً بانفراط عقد الائتلاف والعودة مجدداً إلى المربع صفر.
فقد وصف المؤرخ الهولندي والمتخص بالشأن السوري نيكولاوس فان دام استقالة الخطيب بأنها “تعبير عن الفوضى التي تعيشها المعارضة منذ بدء الثورة السورية قبل عامين”، وأضاف أن أهمية الاستقالة تتضمن بين سطورها فشل المعارضة السورية في تكوين جبهة موّحدة ضد حكم الرئيس بشار الأسد، الذي بدوره يستفيد من هذا التفتت في كسب مزيد من الوقت.
وأوضح نيكولاوس أن هناك أبعاداً للفوضى التي تعيشها المعارضة، فهي ليست منقسمة بين تيار علماني وآخر إسلامي وحسب، وإنما مقسمة أيضاً بين معارضة الداخل والخارج، ومن هم مع حوار نظام الأسد ومن هم ضده.
من جانبه، أكد الباحث في المعهد الملكي للدراسات والدفاع في قطر مايك ستيفنس، أن ما يهم القطريين الآن هو تقديم معارضة موحدة ولو شكلياً للقمة العربية، لكن استقالة الخطيب “ضيعت عليهم حتى هذه الفرصة”، لافتاً إلى أن دعم الجيش الحر لقرار الخطيب بالتأكيد على رفضه الاعتراف بالحكومة الانتقالية ممثلة بغسان هيتو، إشارة واضحة لثقل وشعبية الخطيب التي “لا يمكن تجاهلها” بحسب رأيه.
في حين استبعد مدير مركز بروكينجز سلمان شيخ أن تنجح القمة العربية في احتواء “تشرذم المعارضة السورية”، منوهاً أن استقالة الخطيب هي بمثابة إعلان صريح عن أن “أيام الائتلاف السوري المعارض برمته باتت معدودة”.