لماذا انخفضت أسعار هواتف نوكيا بحدة؟
ميني نيوز – متابعة
خلال الربعين الماضيين، بلغت نسبة التراجع السنوية في مبيعات نوكيا من الهواتف ذات المزايا المتوسطة حوالي 15%. وفي الربع الرابع من عام 2012، أدى هذا الهبوط إلى تقلص مبيعات الشركة من تلك الهواتف إلى 80 مليون جهاز، مقابل 94 مليون في الربع ذاته من العام 2011. غير أن نوكيا تمكنت من الاستفادة من مجموعة هواتف (آشا- Asha) الجديدة في تعويض الهبوط والإبقاء على معدلات ربح جيدة نسبيا.
لكن على الرغم من تزايد الإقبال على أجهزة نوكيا في أسواق أوروبا وأمريكا الشمالية الغنية، إلا أن المشكلة تكمن في الضعف الذي تشهده العائدات في الأسواق الناشئة الأهم في الشرق الأوسط وإفريقيا وأمريكا اللاتينية. في الشرق الأوسط وإفريقيا، ازداد حجم المبيعات بنسبة 14% لكن الإيرادات لم تتجاوز 9% فقط. أما في أمريكا اللاتينية، فقد نمت المبيعات بنسبة 3%، في حين تقلصت العوائد فعليا بمقدار 9%.
تنبع الخطورة هنا من أن أسواق إفريقيا وأمريكا اللاتينية تحديدا تعتبر الأكثر طلبا على الهواتف ذات المزايا المتوسطة. فهي بمثابة مؤشر يرينا مدى نجاح استراتيجيات نوكيا المتعلقة بهذا النوع من الهواتف. وبالنظر إلى طبيعة التغيرات المتلاحقة خلال الربعين الثالث والرابع، يمكننا بسهولة أن نعرف إلى أين يتجه أداء نوكيا حاليا في بعض أهم الأسواق محدودة الدخل في العالم. نظرا لانهيار نوكيا في الصين، فإن مبيعاتها من الأجهزة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية مجتمعتين تصل الآن إلى 33 مليون جهاز من أصل مبيعات نوكيا الإجمالية والبالغة 86 مليون.
كما أن عائدات نوكيا خلال الربع الرابع من العام 2012 من بيع الهواتف ذات المزايا المتوسطة في هاتين القارتين لا تبشر بخير. رغم بيع عدد كبير من موديلات مجموعة (آشا 200) و(آشا 300) خلال ذلك الربع، لكن تكلفة إنتاج الواحد منها كانت تتراوح بين 80-120 دولار، وهو أعلى بكثير من متوسط السعر الكلي المعروض. لماذا انخفضت أسعار هواتف نوكيا بحدة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية خلال الربع الأخير من 2012، على الرغم من أن حجم المبيعات كان مقبولا؟ لماذا لم يساعدها طرح الموديلات الجديدة من هواتف (آشا)، ناهيك عن أن منتجات أبل لا تلقى إقبالا واسعا في هذه الأسواق- فالحصة السوقية للأيفون في البرازيل تقل عن 3%. إن الخطر الحقيقي هنا يأتي من الانخفاض الكبير في متوسط أسعار أجهزة الأندرويد الرخيصة.
قد يكون التراجع العالمي في مبيعات الهواتف ذات المزايا المتوسطة ضخما لدرجة لا يمكن لشركة نوكيا أن تتغلب عليه بمجرد الاستعانة بمجموعة (آشا). لذا ربما كان الحل الوحيد أمام نوكيا كي تبقي على تقلص مبيعات تلك الهواتف ضمن مستويات مقبولة هو أن تخفض بشكل كبير من أسعار هواتفها البالغة ما بين 40-80 دولار، ملحقة أضرارا بالغة بالأرباح التشغيلية. وعلى أية حال، سيكشف لنا الربعان المقبلان ما إذا كانت مشكلة الأسعار التي شهدتها الشركة خلال الربع الرابع من العام2012 في إفريقيا وأمريكا اللاتينية لا تعدو كونها مجرد زوبعة في فنجان. وإن لم تكن كذلك، فستضطر نوكيا إلى الإسراع في طرح المجموعة الفرعية من هواتف لوميا الذكية والبالغة أسعارها 160 دولارا، وهو ما يتوقع الكثيرون حدوثه في العام 2014.