المنامة – نظمي العرقان
شارك محافظ سلطة النقد الفلسطيني فراس ملحم، في النسخة السابعة عشرة للمؤتمر السنوي للمصرفية والتمويل الإسلامي الذي يعقد على مدار يومين في العاصمة البحرينية المنامة، تحت رعاية مصرف البحرين المركزي، وتنظمه هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية “أيوفي”، ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية يمثلها معهد البنك الإسلامي، تحت عنوان “تعافي الإقتصاد والحوكمة في أوقات الأزمات”.
كما وقع المحافظ ملحم، وهيئة “أيوفي” ممثلة برئيس مجلس امنائها، الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة، بحضور سفير دولة فلسطين لدى مملكة البحرين، خالد عارف، ومحافظ مصرف البحرين المركزي البحريني، رشيد المعراج، واكثر من 700 شخصية مصرفية في حفل الافتتاح، مذكرة تفاهم لتطوير الصيرفة الإسلامية في فلسطين.
وخلال تكريم ضيوف شرف المؤتمر، قام الشيخ إراهيم، والمحافظ المعراج، بتكريم المحافظ ملحم، بدرع المؤتمر.
ويعد المؤتمر السنوي لـ”أيوفي” أحد أبرز الفعاليات في الصناعة المالية الإسلامية، حيث يجتمع نخبة من علماء الشريعة وراسمي السياسات وصناع القرار في منصة واحدة للتداول ومناقشة واقع ومستقبل أهم الموضوعات الملحة في صناعة التمويل الإسلامي على مستوى العالم.
وشارك في المؤتمر وفد من فلسطين، برئاسة المحافظ ملحم يتكون من: رئيس مجلس إدارة البنك الإسلامي العربي، رشيد الغلايني، ومن البنك الإسلامي الفلسطيني، مديره العام، عماد السعدي، ورئيس هيئة الرقابة الشرعية، علاء رزية، ومدير دائرة التدقيق الشرعي، باسم خالد بدر، إضافة إلى رئيس مجلس إدارة الزيتونة للتمويل الإسلامي عبدالناصر مطر دراغمة، ومدير عام “إجارة ” لتأجير التمويل الإسلامي، إبراهيم عيسى، والمستشار الشرعي للمصارف الإسلامية، أمجد نصر.
وقال ملحم خلال كلمته الخاصة خلال حفل الافتتاح: نحتفل هذا اليوم بتوقيع مذكرة التفاهم بين سلطة النقد الفلسطينية وهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، والتي تأتي متممة لدورنا في تنمية وتطوير صناعة الصيرفة الإسلامية في فلسطين وفقاً الأفضل الممارسات والمعايير الدولية ذات العلاقة، وبما ينسجم مع رؤيتنا في إنشاء وتنظيم العلاقة مع الجهات التي نعتبرها شريكاً أساسياً واستراتيجياً في الصناعة المصرفية الإسلامية.
وأضاف لقد اعتمدت سلطة النقد المعايير الشرعية ومعايير المحاسبة والحوكمة الصادرة عن هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية كمرجع ملزم لعمل المصارف الإسلامية في فلسطين، لذلك تكمن أهمية مذكرة التفاهم باعتبارها ستشكل إطاراً لإنشاء آلية للتعاون المشترك من خلال الاستفادة من تبادل المعلومات والخبرات وبناء القدرات وتأهيل العاملين في المصرفية الاسلامية وتعزيز الوعي والفهم لمعايير هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، إضافة إلى المساعدة في تطبيق هذه المعايير.
ونوه ملحم أن الاقتصاديات العالمية تواجه العديد من التحديات والمخاطر المتسارعة في ظل المتغيرات المتلاحقة التي رافقت الأزمة الصحية العالمية “كورونا” والحروب الإقليمية والتغيرات المناخية والنمو المتسارع للتكنلوجيا المالية الذي يستتبع تغيرا في اشكال الشركات والعمل المالي ودخول شركات التقنية العالمية ذات المراكز المالية الضخمة في منافسة المؤسسات المالية في تقديم الخدمات المالية مما يعني عدم اقتصار تقديم الخدمات المالية على المؤسسات الوطنية بل ستأخذ البعد العالمي مستقبلا وهذا يشكل فرصة وتحديا للجهات الرقابية الوطنية بحيث لا بد لنا من مواكبة واستيعاب هذه التقنيات والتعامل مع الآثار المترتبة عليها.
وشدد أنه على الرغم من أن صناعة المالية الإسلامية أثبتت مرونة في التعامل مع العديد من التحديات والأزمات نتيجة لبعدها القيمي والأخلاقي وقيامها على مبادئ تراعي العدالة الاجتماعية والتوازن في مصالح الاطراف، إلا أنها لا زالت بحاجة للعب دور أكثر فعالية وتأثيراً بتقديم منتجاتها وابتكار منتجات بالأساليب التقنية الحديثة اكثر ارتباطا بأهداف ومبادئ الاقتصاد الاسلامي ومقاصد الشريعة الغراء بما يضمن تحقيق تنمية مستدامة لمجتمعاتنا وتحقيق مبدأ الشمول المالي وعدم الاكتفاء بمحاكاة المنتجات التقليدية بطريقة شرعية لان ذلك هو الكفيل لتميزها وجعلها البديل الأنسب للتعافي من آثار هذه الأزمات.
وقال: ان تتالي الازمات والتحديات على المستوى العالمي تتطلب منا على المستوى العربي والإسلامي التحرك بجهد حاسم ومنسق ومتضافر لمواجهتها وقلب التحديات الى فرص ونقاط ضعفنا الى عوامل قوة وتشجيع شبابنا على الابتكار لتسخير التقنيات المالية الحديثة لخدمة اولوياتنا واهدافنا الوطنية وارى ان هذا الجهد المبارك بين البنك الإسلامي للتنمية وهيئة المحاسبة والمراجعة خطوة مهمة لتحقق المنشود والمأمول منا جميعا.
وشكر ملحم مملكة البحرين مليكا وحكومة وشعبا، و هيئة “أيوفي” ومحافظ مصرف البحرين المركزي على حسن الاستقبال والضيافة.
بدوره بارك السفير عارف، اتفاقية التفاهم مع “أيوفي” مؤكداً أن من شأنها ان تساهم من خلال سلطة النقد الفلسطينية في دعم الصيرفة الإسلامية في الوطن التي تشهد تطوراً ونمواً ملحوظاً في الأونة الأخيرة، كما انها تسهل من عملية تبادل الخبرات والكفاءات العاملة في هذا المجال الإقتصادي والمالي الهام، مما يرفد اقتصادنا بعوامل ومقومات نمو وازدهار.
وبهذه المناسبة، صرح رئيس مجلس أمناء “أيوفي” الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة، قائلاً: “نتطلع خلال المؤتمر إلى المناقشات حول الموضوعات الملحة في ظل اضطراب الاقتصاد العالمي. إننا ممتنون لمصرف البحرين المركزي ومجموعة البنك الإسلامي للتنمية على دعمهما الدائم للهيئة ومبادراتها من قبيل هذا المؤتمر المهم، ونتطلع إلى استضافة جميع أصحاب المصالح والمهتمين في البحرين بمشيئة الله”.
ويتضمن المؤتمر الذي يستمر على مدار يومين وتختتم أعماله مساء اليوم الإثنين، كلمات رئيسة لكبار الشخصيات وراسمي السياسات، بالإضافة إلى سبع جلسات حوارية، وستناقش الجلسات استراتيجيات ضمان الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية، وتغير المناخ ودورالمالية الإسلامية، وحوكمة النوافذ الإسلامية والتقنية المالية. بالإضافة إلى ذلك، ستشمل المناقشات تكامل التمويل الاجتماعي مع المالية الإسلامية والحاجة إلى برامج التأهيل والتدريب.

