عبدالرحمن العريفي
كاتب – الرياض
مهارةُ إدارة الوقت هي واحدةٌ من أهمِّ المهارات التي يتخذها الموظف كشعارٍ له جنبًا إلى جنبٍ مع شعار: “اعمل بذكاءٍ، وليس بجهدٍ”.
فَمَا هِيَ إدارةُ الوقتِ لِلمُوظف؟
إنَّ مفهومَ إدارة الوقت لِلمُوظف هي إستراتيجية من الإستراتيجيات الخاصة للتخطيط الفعَّال، وفيها يتمُّ تحكُّم الموظف في الوقت المبذول بهدف تحقيق أكبر قدرٍ ممكنٍ من المهامِّ، بجانب الحفاظ على عامل الإنتاجية والجودة، فعمليةُ إدارة الوقت هي عمليةٌ منظَّمةٌ ومدروسةٌ بهدف الوصول إلى الاستخدام الأمثل للزمن؛ بما يخدم مصلحةَ المنشأة من جهةٍ، وراحةَ الموظف النفسية والجسدية من جهةٍ أخرى.
فعمليةُ إدارة الوقت تمنع الموظف من الشعور بالعجز، أو الضعف والتكاسل، أو إساءة الاستغلال الذي يدفعه لترك العمل أو عدم الاهتمام بالجودة المطلوبة.
وسيكونُ مقالي عن راحة الموظف داخل بيئة العمل.
الكثير من الدراسات وضَّحت وأثبتت أن الموظف الذي يحصل على فترات راحة، يكون قادرًا على الإبداع بأفكار إبداعية وتطويرية، ويجب أن تحصل على فترات راحة ذهنية بعيدًا عن العمل، وتسمح لعقلك بالراحة، والقيام بأمور شخصية بعيدة عن المهام الوظيفية.
خلال يوم العمل احرص على أخذ استراحةٍ بين كل ساعتين أو ثلاث ساعات على حسب القدرة في الاستمرار بالجلوس، كُل ذلك لأجل:
– تجديد طاقتك.
– استعادة نشاطك وحماسك.
– زيادة تركيزك وإنتاجيتك.
– زيادة الأفكار الإبداعية.
– البدء من جديد لأداء مهامك.
ومِن أهم هذه الأنشطة:
أداء صلاة الضحى، وقراءة القرآن، وذِكر الله، والتفكُّر في خلق الله، وممارسة المشي، وتناول وجبة خفيفة أو مشروبٍ، ومجالسة الأهل والأبناء ، والزملاء الإيجابيين، والحديث عمَّا ينفع.
وكذلك، بإمكانك مثلًا ممارسة الرياضة، والتنفس العميق.
وأن يكون في الحُسبانِ أن تحصل على استراحات طويلة نهاية كل أسبوع، واستراحة أطول نصف كل سنة.
وخلال فترات الاستراحة بإمكانك ممارسة أيِّ نشاطٍ مُحبَّبٍ لِذاتِك يريح ويُسعد ذهنك، ونفسيَّتك، وجسدك، ويُشعرك بالمتعة والرضا، وابتعد عن كلِّ نشاطٍ يشغلُ تفكيرك ويشُدُّ أعصابك، ويُعكِّر مزاجك.
خُلاصةُ القول: «إِنَّ لِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِنَفسِكَ عَلَيكَ حَقًّا، وَلِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ»، هذه العبارة التي قالها الصحابيُّ الجليلُ سلمان الفارسيُّ -رضي الله عنه- لأخيه أبي الدرداء، وأيَّدها المصطفى -صلى الله عليه وسلَّم- قائلًا: «إِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيكَ حَقًّا مِثلَ الَّذِي قَالَ لَكَ سَلمَانُ».