الدمام -محمد الضامن – المختصر الاخبارية
بمنظر بحري وجزء من مركب بحري صغير، ومنظر عن حظار نخيل من السعف والعصي الخضراء، معلقة عليها حروف النوتة الموسيقية وجزء منه مكتوب عليها عناوين الأغاني”غدار يا بحر، بعدك حبيب، عذاب، راحت، توقعنا”، وإضاءة زرقاء خافته قبيل البدء يوجد ممثلون يعملون في الكتابة والتعليق والعزف وعازف كمان يعزف مجموعة من الأغاني يصاحب المشهد الصامت، يدخل الفنان محروس الهاجري مع اغنية غدار يا بحر، مرحبا الضيوف والجمهور ومقدما زميله ورفيق دربه الملحن عبدالرحمن الحمد، مكملا جزءا من الاغنية ، ويرحب بزميلهما الثالث من صاغ كلمات الأغنية الشاعر جواد الشيخ، الذي يدخل مرددا الكلمات شعرا، جاء ذلك بإخراج وسيناريو وإدارة أمسية “قصة نجاح” للفنان المخرج راشد ، الذي أعلن للجمهور بدء قصة النجاح لهؤلاء الثلاثة من منتصف السبعينيات الميلادية، كأمسية فنية من أنشطة المنتدى الثقافي في جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام.
أغنية “غدار يا بحر” شكلت في الفترة الممتدة منذ عام 1978 نقلة نوعية للأغنية الخليجية، لتكون واحدة من الأغاني التي مازال أبناء جيل السبعينيات يتذكرونها بكل تفاصيلها الجميلة، قدمت ضمن ألبوم غنائي قدمه الفنان محروس الهاجري في ذلك الوقت، متحدثا الفنان محروس الهاجري في بداية الأمسية عن التعاون بينهما كثلاثي في أغنية غدار أعرفك يا بحر، ليس الأول لكنها الاغنية التي لاقت رواج وانتشار من بدايتها بالإضافة الى تصويرها في شاطئ المنطقة الشرقية، وفي منطقة دارين، وعن العوائق من خلال التسجيل والسفر الى مصر ، وعن انتقاله من وظيفته التعليمية الى وظيفة مدنية وتنازله عن 30% من الراتب في سبيل الفن ومحاولة لإيجاد الوقت في السفر والتسجيل، منوها أن تسجيله للإذاعة السعودية كانت 10 أغاني فقط، أما بقية الأغاني تمت على حسابه الخاص في مصر، مشيدا باللفتة الاولى لهم من قبل جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام وتقديمهم في امسية فنية يتذكروا بها الماضي الجميل، بوجود الحاضرين الذي يعدّهم التكريم المستمر لهم في العطاء.
الملحن عبدالرحمن الحمد الذي أوضح أن معرفته بزملائه الشيخ والهاجري تمت من بداية تأسيس جمعية الفنون الشعبية قبل تأسيس جمعية الثقافة والفنون فرع الإحساء وقد كان الحمد ملحنا للأغاني وكاتبا مسرحيا للعديد من المسرحيات التي شاركت داخل وخارج المملكة، مشيرا الى أن الأغنية لم يستفيدوا كمادة لأنها تسربت وتوزعت في الاستوديوهات، جاء ذلك خلال بحثهم عن شركة توزيع في الرياض متفاجئين أنها وضع لها اعلانات في جميع الاستوديوهات.
الشاعر جواد الشيخ كاتب الأغنية أوضح أن كتابتها لم تستغرق ربع ساعة مرة واحده لم تعدل ولم يعاد صياغتها، موضحا ان الهام هذه الكلمات جاء من خلال سماعه لأغنية الفنان الكويتي عوض الدوخي عن معاناة البحر، لتسلم الى الملحن عبدالرحمن الحمد وتطرح معاناة الانسان مع المجهول، مشيرا بقدرة الحمد التلحينية في تقديم العديد من الالحان لنفس الكلمات.
تحدث الثلاثة حول تفاصيل رحلاتهم التي لم تغب عنها الطرافة في الذكريات، في التسجيل والتنقل في السفر، تحدثو عن تحملهم السفر والتكاليف في التسجيل، رغم أن الأغاني التي ارتبط فيها اسماؤهم الثلاثة سويا والمسجلة هي ستة أغاني تقريبا، إلا أنهم لم يبتعدوا في كل الأعمال الفنية التي قدمها الفنان محروس الهاجري، تحدثو عن أغنية بعدك حبيب وأغنية ياللي تزفونه، وأغنية راحت، فكانت الأمسية في كل أغنية تبدأ بالكلمات وتلحن من الحمد وتغنى من محروس الهاجري.
كانوا ثلاثة .. التقت قلوبهم في لحظة واحدة، وشكلت فؤادا واحدا، جواد الشعر ليس كلمات فقط، بل ضمير الناس، في الشدة والفرح، في الألم والحزن، وفي الأمل، موسيقى عبدالرحمن الحمد ليست عزفا سارحا في الوقت بل نسيج فلاحين ونهيم بحاره، يزرع شجرة الحياة، صوت محروس ليس حنجرة المغني فحسب، بل نداء الروح ، نداء يجمع ولا يفرق يرقق القلوب، كانوا ثلاثة شيدوا صرحا فنيا من الجمال، كانوا ثلاثة وضعوا ايديهم معا، كانوا وصارو حجر الزاوية، الذي يقف عليه بنيان الفن، واستظل تحته وتربى فيه فنانون وكتّاب ومثقفون، في كل منا نبته تسقينا الفن والجمال.
عبدالرحمن الحمد، جواد الشيخ، محروس الهاجري… هاهي الشجرة أثمرت..!
وقدمت ادارة الجمعية من خلال الفنانين التشكيلين عبدالله الشيخ وعبدالرحمن السليمان وعبدالله المرزوق لوحات فنية قدموها للفنانين الضيوف خلال الأمسية.