تقرير ـ صلاح علي القادري
يعد العسيب من أجمل الحرف اليمنية القديمة حيث يصنع في ورش النجارة، ويتم تجهيزه حتى ياخذ شكله المعروف من قبل أشخاص متخصصين، ويراعي الحرفي أثناء صناعته جملة من الموصفات التي تتلاءم واذواق المقبلين على شرائه خاصة
فمن حيث الشكل فان العسيب له شكلان: البكيلي وجزؤه الاسفل مقوسا تقويساَ والشكل الثاني فيعرف بالعسيب الحاشدي ويكون جزءه الاسفل اكثر تقوسا.
والعسيب اليمني هو ”غمد الجنبية“، ويتكون من: الحزام، الذي يصنع من قماش مقوى يغلف بمنقوشات تحاك باليد، وكذلك الغمد ذاته، وهو خشب مجوف يغلف بالجلد.
وتأتي ”الجنبية“، وهي مكونة من قطعتين ملتحمات ببعض، أولها ”الرأس“ هو الأغلى في الجنبية، و“السله“ وهي قطعة من الحديد المصقول، ليكون شكل الخنجر، الذي تتجه مقدمته نحو جهة اليسار. في حين أن الجزء الذي يفصل بين الرأس والسله، قطعة تسمى بـ“المبسم“،
ولكل جزئية من الخنجر اليمني محال متخصصة ومهارات مختلفة من الأيادي الصانعة.
يمر العسيب خلال الصناعة بعدة مراحل يبدأها النجار وينهيها صانع العسيب، وأول ما يقوم به النجار خلال الصناعة عملية رسم تخطيطي للعسيب على لوح خشب، بعد ذلك يتم تفريده بواسطة منشار مخصص بغرض إخراج الزوائد من الجوانب حتى تأخذ قطعة الخشب شكل العسيب، ثم يتم شقها إلى نصفين والعمل على حفرها من الداخل بشكل يسمح بدخول الجنبية، لتأتي بعد ذلك المرحلة الأخيرة وهي الصنفرة وتتمثل ببرادة القطعتين الخشبيتين وتصفيتهما من الزوائد والشوائب الخارجية حتى يتخذ الشكل المطلوب وبأحجام مختلفة.
وبعد أن يصير العسيب الخشبي جاهزاً تأتي المرحلة الثانية والتي يختص بها الحرفيون في سوق العسوب، وتسمى بمرحلة قلب العسيب حيث يتم تغليف وتبطين الخشب بالجلد والقماش عبر وضع قطعتين من الجلد في الجزء الخلفي للعسيب، الأولى من أعلى إلى أسفل والأخرى في الجزء المنحنى منه.
يلي ذلك المرحلة الأخيرة في صناعة العسيب وهي (الحباس) وتتمثل بتغطية الواجهة الأمامية للعسيب بالجلد المصبوغ وهو الجلد المدبوغ والمرشوش بمادة خاصة خضراء تساعد على إعطاء الجلد اللون الأخضر، حيث يتم تقطيعها بشكل طولي بأحجام متساوية لتأخذ شكل الخيوط الرفيعة وتمر عملية الحباس بثلاث مراحل، الأولى يتم فيها تحبيس الجزء الأعلى للعسيب،، بعد ذلك يتم ترك فراغ في واجهة العسيب يسمح بوضع الحزام ويساعد على تثبيته عندما يتم ربطه بالعسيب.
ويلف الحزام حول الخصر، وهو عبارة عن قطعة قماش بيضاء يرسم عليها رسوم وأشكال بديعة، بخط اليد .
بعد ذلك تقوم النساء في المنازل بالتطريز اليدوي لقطعة القماش، بخيوط ذهبية صافية تسمى (سيم) منها الخيوط الفرنسية، ويصل سعر الحزام إلى 1000 دولار، وهناك خامات هندية يصل سعرها إلى 100 إلى ماتين دولارا كما أن هناك أحزمة رخيصة لا تتجاوز 10 دولارات