مصر تعترض على اهانة فرنسية لفرعونها
ميني نيوز – متابعة
علنت وزارة الدولة لشؤون الآثار في مصر عن نيتها بتوجيه اعتراض رسمي على تمثال لرائد علم المصريات جان فرانسوا شامبليون،وهو يضع قدمه على رأس فرعون مصري،والمعروض أمام فناء مدخل الكلية الفرنسية بالعاصمة باريس
وصدر بيان عن وزير الدولة لشؤون الآثار في مصر محمد إبراهيم بعد اجتماعه بمجلس إدارة المجلس الأعلى للآثار جاء فيه تأكيد على أنه سوف تتم مخاطبة السفير الفرنسي بالقاهرة ووزير الثقافة الفرنسي عن طريق الخارجية المصرية اعتراضا على هذا التصرف المسيء إلى العلاقات الثقافية المشتركة بين مصر وفرنسا”.
وانتشرت في الانترنت صورة تبين جزءاً من تمثال رائد علم المصريات جان فراسوا شامبليون وهو يضع إحدى قدميه على رأس مقلد يمثل ملك فرعوني. وعاش جان فراسوا شامبليون في الفترة الممتدة بين عامي 1790 الى 1832، وهو من استطاع فك رموز اللغة المصرية القديمة بالاستعانة بحجر رشيد الذي اكتشفته الحملة الفرنسية على مصر (1798-1801) وكان يضم نصا واحدا كتب بثلاث لغات هي الهيروغليفية (الكتابة المصرية القديمة المقدسة) والديموطيقية (الكتابة الشعبية) واليونانية.
وكان شامبليون مولعاً بعلم المصريات منذ نعومة أظفاره ،فغاص في اعماق اللغات الشرقية وعوالم الفراعنة وفي عامه السابع عشر قدم بحثا عن الأصل القبطي لأسماء الأماكن المصرية في أعمال المؤلفين اليونان واللاتين. سافر إلى باريس ليعمل كأول أمين للمجموعة المصرية في متحف اللوفر، كما شغل وظيفة أستاذ كرسي الآثار المصرية في الكوليج دي فرانس، ووضع شامبليون معجما في اللغة القبطية.
واخيراً انطلق في رحلة استكشافية الى مصر عام 1828 ليتمكن من رؤية ما اجتهد على دراسته لعقود من الزمن وتفحص الآثار بنفسه، الا أن تدهور صحته حال دون أن يدون نتائج أبحاثه المصرية لتطبع في أربع مجلدات بعد ثلاثة أعوام عن وفاته التي وقعت في عام 1832.
وعلى الرغم من أهمية جهود جان فرانسوا شامبيليون في تفسير رموز الكتابة المصرية والتي ألقت الضوء على أسرار الحضارة الفرعونية، إلا أن الكثيرين من الباحثين وجهوا اللوم له بأنه لم يكن حريصاً على الحفاظ على الآثار المصرية مضحياً بتحطيم بعضها بغية الوصل الى غيرها، إضافة لسعيه لنقل ما وجده من كنوز في المدافن الفرعونية الى بلاده عوض بقائها في مصر. وفي عام 1986 تم افتتاح متحف جان فرانسوا شامبيليون في فرنسا ليكون المتحف الوحيد المتخصص في المصريات في أوروبا.
وأصدر وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب تعليمات بمخاطبة أمال الصبان المستشارة الثقافية بباريس للتحقق من تمثال شامبليون على أرض الواقع . فهل يغير من فحوى القضية إن تبين أن التمثال الكائن بالكلية الفرنسية بالحي اللاتيني بباريس ليس جديداً وتوفي ناحته منذ قرن تقريباً؟