مهيبة خليل
من منا لايتذمر لو سمع كلمة تاريخ ومنا يحب ذلك التاريخ ربما نهوى القصص وربما نحب ماتقوله الجدة من قصص حدثت في زمن بعيد دروبا من الخيال نعيشها ولكن حكاية جدتي هذه المرة كانت مختلفة كل الاختلاف فلم تكن الشاطر الحسن ولا الأميرة شهرزاد ولكنها كانت
حكاية واقع مزجه الخيال بكل رقة أخدت نفسا عميقا لتذكر بداية حكاية الأميرة في يوم من الأيام كان هناك طفلة جميلة ترقص في عينيها آمال ومبسمها قصص تفوق الخيال تركض بقدميها الحافيتين في بساتينها في حقول عكا والأمل يعتصر قلبها فالحرب في كل مكان وهي طفلة السبع سنوات كانت تحمل الحب وتؤكل الحمائم ولها حركة عيب ألا يذكرها التاريخ فهي من كانت تطعم الحمائم مخدرا لتنام تلك الحمائم لاتقل عنها شيئا قبل أن تعرف السبب نعم تقوم بتنويم تلك الحمائم حتى تجمعها وتعمل منها طعام لجيرانها تلك الطفلة ابنة السبع سنوات والتي كان الطموح كبساط حريري يلامس قدميها طفلة الحرب ولكنها ابنة السرايا فجدها والي ولكنها لم تأبه وأحست بمن حولها تلك الأميرة الصغيرة كبرت وترعرعت وأصبحت أما لثلاث أطفال منهم سفير ومنهم الجراح وطفلتها الجميلة التي تعزف وتعمل وتكافح فكيف لا وأمها مكافحة قالت
الصغيرة لجدتها وكلها شوق جدتي:من هي تلك الأميرة تبسمت بكل رقة وقالت :صبرا هي من قالت أن الأصالة والأصالة أنا رونق الكلمات بين نهريها نعم فهي الأصالة والعروبة لاتسأليني ما جنسيتها فهي تاريخ جمع كل الصفحات في مجلد كبير واتسع لكل لغات العالم وهي فجر لكل حالم وهي تلك الأميرة التي تسكن تحت زهور الأورانج بين الكروم والزيتون في تلك البساتين الزاهية هي التي عزفت سيمفونية الأمم منها الصخر تكلم لا تسألي من هي عجزت قصتي عن وصفها ولكن ياجدتي أميرة قصتي حالمة وعالمة أنفاسها تنادي السلام بين الأمم وهي صاحبة الدموع اللؤلؤية التي تحكي وهي اليد الحانية على جبين كل أم باكية وستظل منبع الحنان لكل طفل في كل أرجاء المعمورة أتعرفين من هي ياجدتي الأميرة والسفيرة مهيبة خليل سفيرة المحبة والكلمة الحانية وصاحب القلب الصافي ولن أكمل قصتي عنها هذه الليلة لأن ليالي العالم بأسرها لا تكفي لأقصها عليك ولنا موعد مع القمر في ليل سمر قادم فالسمر لايحلو إلا مع طلتها البهية في صفحة قصتي ياجدتي