يوسف الاحمد – الدمام
كشف مشرف مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في المنطقة الشرقية عبدالله الهدلق عن إطلاق حلقات للحوار تستهدف أساتذة الجامعات والحاصلين على الشهادات العليا وكذلك العسكريين وطلاب المرحلة الجامعية , ومختلف الشرائح الأخرى وذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي تويتر والواتس أب . وقال الهدلق بأن مشروع الحوار في هذه القنوات التواصلية بات أمرا ضروريا لا سيما في وقت ذابت فيه الفواصل ولم يعد مجديا إغلاق المعرفة في وجه المتلقين لما أحدثته وسائل التلقي من نشرها بكل قوة وبدون وسيط لذلك خرج هذا الحوار بعناوين وفق تحديات العصر من عولمة وغيرها في زمن لم يعد يقبل سوى التميز وسرعة التطوير في الهياكل الأساسية في العمليات التربوية والاقتصادية والثقافية وبناء لمفهوم المجتمعات المبنية على الحوار والتفاهم مما سيمكن من تحقيق المعرفة فيها بشكل ايجابي . وبيّن أن آلية الحوار تتضمن ثلاث حلقات لكل مجموعة وفقا لمحاور محددة منها عدد من التساؤلات الهامة تتعلق بدور المؤسسات الأكثر تأثيرا في ثقافة الحوار بالمجتمع , وكذلك من المسؤول عن تفشي ظاهرة القبلية والعنصرية ومن يوجهها , وكيف نوجد بيئة أسرية آمنة حوارية وتكون هذه المحاور الرئيسة في عدد من المضامين لمعرفة ما تحويه كوسائل التواصل الاجتماعي والبرامج التلفزيونية خاصة المستوردة , ومسؤولية غياب الحوار ودور المدرسة كمحضن تربوي للتعزيز من ثقافة ووجود الحوار. وأضاف أن من المحاور الأخرى التي تم النقاش حولها القنوات الفضائية ذات الطابع القبلي ومعنى القبيلة والشعور بمصدر القوة في المجتمع وقضية التفاخر بين القابئل بالمزايين مثلا ودور البرامج المعززة للانتماء في المدارس والإعلام . وألمح بان المحور الثالث للنقاش يخص الحياة الزوجية من حيث محور ضرورة إلزام المتزوجين حديثا بدورات تثقيفية حوارية , وبرامج التوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتثقيف أفراد المجتمع بالحقوق والواجبات ومساهمة مراكز الحياء والأندية المسائية ببرامج أسرية , ووضع برامج حوارية لمراكز الرعاية المبكرة (( رياض الأطفال )) ورعاية المعنفين أسريا , وغياب الإحصائيات التي تؤكد فوائد الحوار الأسري , وكذلك مناقشة محور التعصب الرياضي وكيف تردم الهوة فيه . وتبقى التطلعات الكبيرة في محور المناهج في هذا المشروع بأن تحقق مؤشرات إمكانية المنافسة في مجتمع المعرفة وإيجاد أفراد متعلمين يمكنهم بناء المعرفة وأن تحقيق ذلك يبدأ من منهج يتضمن مخططا لما ينبغي أن يمتلكه المتعلم حيث أن المبرر في البدء من المنهج هو الاعتقاد بأن له دور رئيس في قيادة جميع عمليات التعليم والتعلم حيث ستسعى بمجملها لتحقيق أهداف المنهج وتوجهاته . وزاد الهدلق بقوله يظل المرتكز الأساس من هذا المشروع الحواري لما نعيشه ضمن عالم سريع التغير متقارب ومتواصل يتجدد فيه معنى الهوية حتى تشتبه الحدود بين الثابت والمتغير حينها لم يعد الهدف هو تزويد المعرفة واستهلاكها , بل أضحى الهدف بناء المعرفة وإنتاجها ضمن بيئات تربوية مربية تمكن من المزج بين فروع المعرفة وآليات التعامل معها أكثر من الانغلاق على تحصيلها ضمن هذا العالم الذي تكاد تذوب فيه الفواصل , ويتواصل أفراده عبر مجتمعات افتراضية يتحاورون فيها ويتعاونون لتحقيق أهداف مشتركة تتجدد فيه التحديات وتحتد المنافسة وتتنوع متطلبات القدرة على المشاركة , بل وتأتي العولمة بين تهديد وفرصة في الوقت ذاته وكل ذلك يسهم في تحديد الكثير من السمات . وأكد أن عملية الحوار ثقافية اجتماعية وجماعية في آن واحد وليست معرفية محضة فمن ذلك سيبني المتحاورين مفهوم الذات وقيمتها وطبيعة العلاقة مع الآخرين , كذلك من سماته تعزيز الهوية حيث يرسخ سمو قيمنا وعاداتنا وتسامحنا في الحوار المتكافيء والمستوعب لقيم الآخرين ورؤاهم وتكاملي بحيث ينظم بصورة أفقية عبر صياغة كفايات تؤدي إلى تحقيق النتائج عبر تجاوز القوالب الثابته ليكون لدى المتحاورين الفرصة في إضافة ما يرون أهميته .