يوسف القضيب – الظهران
افتتح مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن د. خالد بن صالح السلطان أمس الاثنين 2 جمادى الأولى 1435هـ، الندوة البيئية الخليجية اليابانية المشتركة الثانية والعشرين التي تستضيفها الجامعة.
و اكد د. السلطان أهمية الورشة وأشار، في كلمته بحفل الافتتاح، أن الجامعة تدرك أهمية الاستثمار في البحوث البيئية التي تتعلق بالمياه النظيفة والطاقة النظيفة، وقال د. السلطان إن التعاون البحثي بين الجامعة و المؤسسات الدولية والمحلية مركز على تحلية المياه، الطاقة المتجددة، إدارة المياه.
وقال إن صناعة النفط والغاز في دول مجلس التعاون الخليجي تسعى لتحقيق الاستدامة البيئية عن طريق تطبيق تقنيات متعددة للتحكم في الكربون وأضاف إن دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك 30% من احتياطي النفط العالمي و 20% من الغاز الطبيعي ولذا فإنها تتطلع لخيارات الطاقة المتجددة والنووية لتنويع مصادر الطاقة.
وأضاف د. السلطان أن دول مجلس التعاون الخليجي واليابان تبذل جهودها دائما لتعزيز التعاون في مجالات تتعلق بالاستخدام المستديم لموارد تحقق تطلعات هذه الدول وتواكب جهودها التنموية.
وتحدث مدير قسم الحماية البيئية في شركة أرامكو السعودية الاستاذ هشام المساعيد عن أولوية عالية في حماية البيئة تمتلكها الشركة، مشيرًا إلى أهمية دمج حماية البيئة في كافة الأنشطة والعمليات بالشركة وحتى مراحل التخطيط الأولى.
وأضاف أن شركة أرامكو أضافت أنظمة التحكم في اشتعال الغاز والتي تضع أرامكو من بين الشركات صاحبة الأداء الأعلى وقد حظيت بالاعتراف الدولي .
وقال المساعيد إن شركة ارامكو تهدف إلى تقليل النفايات والتدوير وترشيد استخدام المياه ، وأكد على أن أكثر من 70% من نفايات الصرف الصحي الناتجة عن مرافق الشركة يعاد تدويرها.
وأكد على أن التعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بخصوص برنامج دعم البحوث البحرية يهدف لإيجاد طرق جديدة لحماية بيئتنا من أجل الأجيال القادمة.
ومن جهته، أكد مدير مركز التعاون الياباني للبترول مورهيرو يوشيدا على ضرورة إيجاد خطة استراتيجية خليجية متكاملة لمواجهة تحديات البيئة والمياه في دول المجلس وأضاف أن برامج حماية البيئة في المنطقة لابد أن تنطلق من أهداف اقتصادية واجتماعية.
وقال إن ندوة البيئة الخليجية اليابانية التي تم عقدها على مدى 22 عاما قامت بدور كبير في تعزيز الاستدامة البيئية في الخليج، وساهمت في دعم الوعي البيئي في دول الخليج، مشيرا إلى أن الندوة هي الخامسة التي تعقد في المملكة. وبين أن الندوة تهدف إلى تغيير المفاهيم نحو العديد من القضايا البيئية، وتشكل قضيتا المياه وانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون محاور رئيسية في الندوة.
وقال إن مركز التعاون الياباني للبترول مؤسسة غير ربحية تهدف من خلال الندوة إلى تعزيز العلاقة مع المملكة والخليج والمساهمة في تطوير بيئة مستدامة في هذه الدول لأن ذلك يعود بالنفع على اليابان.
وأشار يوشيدا إلى أهمية منطقة الخليج لليابان باعتبارها من أهم مصادر الطاقة، وأضاف أن المملكة تحظى بأهمية خاصة لأن اليابان تحصل على 30 في المائة من احتياجاتها النفطية من السعودية.
وأوضح أن العامل الأهم في تحقيق استدامة بيئية هو ترشيد استهلاك الطاقة، لافتا إلى أن ارتفاع معدلات استهلاك الطاقة محليا في دول الخليج يهدد إمدادات الطاقة للعالم وإلى اليابان بالتحديد بصفتها دولة تفتقر إلى الموارد الطبيعية.
وقال إن افتقار اليابان التي تعد أكبر ثالث اقتصاد في العالم للموارد الطبيعية شجعها خلال تاريخها الطويل على تطوير تقنيات ترشيد استهلاك الطاقة كما أن ارتفاع أسعار النفط عزز لدينا هذه التوجه بشكل خدم القضايا البيئية. وتابع “رشدنا استهلاك الطاقة فحافظنا على البيئة، وطورنا طيلة تاريخ طويل تقنيات عديدة ومتطورة لإيجاد بيئة مستدامة”. وأوضح أن إهمال بعض الدول الصناعية الناشئة مثل الصين والهند لقضايا البيئة وضعها في موقف حرج.
وأكد على أهمية ارتباط البحوث البيئية بالبحوث الصناعية والاستفادة من تطوير تقنيات صناعية في تطوير تقنيات بيئية مشيرا إلى إمكانية إنهاء الصراع بين الصناعة والبيئة ووضعهما في خندق واحد.
وقال إن مجالات التعاون في البحوث البيئية والصناعية بين المملكة واليابان متعددة الأوجه، فإضافة إلى برامجنا البحثية مع جامعة الملك فهد هناك تعاون مع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في تقنيات احتجاز وتخزين ثاني أكسيد الكربون. ومن جانب آخر تقوم اليابان بمشاريع في تحلية المياه في بعض دول الخليج مثل الإمارات وعمان.
وقال إن البحوث البيئية مرتبطة بالبحوث الصناعية واستفدنا من تطوير تقنيات صناعية في تطوير تقنيات بيئية وجعلنا من البيئة والصناعة أصدقاء، فبحوث الحفازات في الصناعة البتروكيماوية مهمة للبيئة.
من جانبه أوضح الدكتور سهل بن نشأت عبد الجواد أن محاضرات الندوة ستغطي العديد من القضايا البيئية الملحة مشيرا إلى مشاركة أكثر من 200 من المهتمين بالقضايا البيئية من مختلف القطاعات.
وأكد أن نتائج الندوة ستلمس المجتمع مباشرة لأنها موجهة للبيئة مشيرا إلى أن اللجنة المنظمة صممت موقعا إلكترونيًا يحتوي على الأوراق العلمية التي تعرض في الندوة وبإمكان الجميع الاستفادة منها.
كما أكد على أهمية الندوة لدول الخليج باعتبارها دولا منتجة للنفط الذي يشكل المصدر الأساسي للاقتصاديات، وأوضح أن الندوة تدعم ترشيد الطاقة والمحافظة على الثروات والبيئة للأجيال القادمة. كما أن اليابان مستفيدة من هذه الندوة لاعتمادها على دول الخليج في سد احتياجاتها النفطية وأي تأثير سلبي على الخليج سيؤثر على اليابان.
وأوضح أن اليابان رائدة في تطوير تقنيات ترشيد الطاقة والمحافظة على البيئة كما أن الترشيد أصبح ثقافة راسخة لدى اليابانيين، وهي ثقافة نفتقدها في مجتمعاتنا الخليجية ونحرص من خلال هذه الندوة على ترسيخه لأننا حسب الاحصائيات سنتسهلك انتاجنا النفطي كاملا في غضون سنوات إذا استمرت الزيادة في الاستهلاك بمعدلاتها الحالية.
وأشار إلى أن لدى جامعة الملك فهد تاريخًا طويلاً من التعاون مع مركز البترول الياباني على مدى 25 سنة نتج عنها أول تقنية لتحويل الزيت الثقيل إلى خفيف وبدأ التطبيق الصناعي والإنتاج التجاري لهذه التقنية كما أن هناك اكتشافـًا وتطويراً للعديد من الحفازات. وبين أن الجامعة تضم مركزا للبيئة والمياه كما أنشأت مركزا لتطوير تقنيات احتجاز وتخزين الكربون.
وأوضح الدكتور علاء بخاري رئيس اللجنة المنظمة للندوة مدير مركز البيئة والمياه في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أن مركز البيئة والمياه يقوم بدور حيوي في إجراء دراسات بيئية متنوعة، ويعتبر المركز شريكا استراتيجيا لأرامكو التي تحرص أن تكون أنشطتها متلائمة مع السلامة البيئية.
ولفت إلى أن فريقا بحثيا من المركز ينفذ دراسات ميدانية لتقييم آثار التنقيب عن النفط في مياه البحر الأحمر ويتم استخدام غواصات ومعدات متقدمة جدا.
وأكد أن الجامعة تنفذ هذه الدراسات الميدانية بشكل محترف وتحرص أن تحقق هذه الأنشطة أهدافها في المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، وقال ” إذا لم تحقق هذه الأنشطة
المعايير البيئية في موقع ما نقدم توصيات بإيقاف هذه الأنشطة”. وأشار إلى التزام أرامكو بهذه التوصيات.
وذكر د. بخاري أن الندوة تضمنت أربع جلسات على مدى يومين، الجلسة الأولى ترأسها د. علي حامد الملا وتناولت القضايا البيئية وتنمية البيئة المستدامة في صناعة النفط والغاز، الجلسة الثانية ترأسها د. محمد الملاك وتناولت إدارة المياه الجوفية ومياه الصرف، وفي اليوم الثاني تعقد الجلسة الثالثة ويرأسها الأستاذ حامد الرماحي وتتناول التحديات البيئية في صناعة التكرير والتحلية، الجلسة الرابعة ويرأسها د. خالد عبد القادر وتتناول النفايات الصلبة ومياه الصرف والانبعاثات الغازية.