▪️قصة قصيرة – بقلم وخيال علي الماجد
▪️عبق كوب القهوة باليمين يداعب انفه و اليسار ممسكة بحقيبة بها اعمال اليوم، على طرف الشارع. عيناه تبحث حيث أوقف سيارته المرسيدس لكنها ليست هنا الان. اين اختفت؟ لم اكمل اقساطها حتى الان! كل هذا بسبب ذلك المهندس الارعن الذي صمم كراج لدراجة هوائية بدلاً من سيارة فارهة. اخذ يفكر
▪️ماذا افعل ؟من سرق سيارتي؟ ثم التفت يمنة ليجد انه ليس الوحيد، كل من بالشارع يقفون ويبحثون عن سياراتهم. اتصل بصديقه يريد منه أن يقله الى العمل ، لكن الإجابة كانت صادمة، السيارات اختفت من الشارع كله. حتى الحافلات والشاحنات و الدراجات النارية.
▪️عاد الى منزله ليرسل له رئيسه فاجعة أخرى…
السيارات اختفت من العالم كله ، لذلك لن تعمل لدينا ونحن أيضا لا مكان نقصده لنعمل به.
▪️الشركة أقالت ثلاث ارباع موظفيها واصبح التواصل عن طريق منصات الاجتماع. اتضح ان كل تلك الضوضاء بالعمل والازدحام لا حاجة له هو فقط لاظهار حجم عمل غير موجود بالواقع! ولا فائدة له للمجتمع.
▪️التعليم اصبح عن بعد والأطفال ظلوا بالبيت. لا عمل بعد هذا، الكل جلس ببيته يراقب فقط.
▪️الأجواء أصبحت رائعة و خفت حرارة الأرض كثيرا فكل المصانع توقفت لأن العمال لا ياتون و كذلك المدن الكبيرة وعواصم البلاد أصبحت مقفرة. حتى الطائرات والسفن لم يعد لها فائدة لأنها تقف عند حد معين ثم أيضا هي توفيت بعد نفاد الوقود فلا شاحنات تجلبه لها.
▪️لطرد الفراغ عمل الجميع بالزراعة و كأن السماء رحمتهم ، ازدادت الامطار.
▪️في الوقت نفسه ازدادت الوفايات لأن الأدوية لم تعد موجودة، المقابر امتلئت حتى حددت كل مدينة مقابر جديدة . مزارع الدجاج والخراف والابقار اضطرت لتسريحها في المزارع والفيافي، فلا غذاء يوجد لها، لأن الشاحنات لم تعد تجلبه.
▪️اصبح من لديه حصان أو حتى حمار ، اشبه بالرجل الغني فعنده وسيلة نقل مرفهة.
▪️عاد الشعب للقراءة فلا وسيلة أخرى لطرد الملل وأغلقت معظم المطاعم والمقاهي لأنها أيضا كانت تعتمد على الموارد الخارجية. و اصبح الجميع يطبخ ما تصل اليه يداه ليقيم عوده.
▪️حاول العلماء الاجتماع عن بعد لتفسير ما حدث ؟ بلا جدوى! فرضيات خرافية منهم من قال ان اهل الفضاء استعادوها لأننا نحن البشر لا نستحقها.
▪️هربت الحيوانات من حدائق الحيوان و المفترسات اقتاتت على العشبيات ثم على البشر ثم قاتلوهم البشر واكلوا الاثنين . بدأت جحافل البشر بالسفر من المدن الخرسانية الخالية من الحياة الى مناطق المزارع لكي لا يموتوا من الجوع. توفي ضعافهم بالطريق و لم يكترث زملائهم بدفنهم فطلب الحياة اهم الان من تقديس الموت.
▪️الأسلحة حققت نوع من الفوقية لمالكها فاخذوا يقتلون بعضهم بعض للحصول على بقايا الطعام حتى نفذت الذخيرة فتقاتلوا بالسيوف والخناجر وحتى العصى.
▪️حين تعب الجميع من القتال ، قرروا التوقف والبحث عن حلول أخرى و دفنوا موتاهم.