الدمام – المختصر الاخبارية
عقد نادي بيت السرد بالدمام امسية ثقافية حول رواية (دار خولة) لـ الكاتبة الكويتية بثينة العيسى ، وذلك في ( مكتبة أثراء ) بمركز الملك عبد العزيز الثقافي بتاريخ 22/4/2025م، حيث حظيت المناقشة بآراء متعددة وأفكار متبادلة حول ماطرحته الكاتبة في روايتها، التي كانت تتحدث عن مواضيع مختلفة معاصرة، حيث وصفها الحضور بأنها غنية الثيمات والزوايا، وكان أبرزها أزمة الإنسان المثقف، القطيعة بين الأجيال، الأمومة المعقدة، العزلة الاجتماعية، التفاهة والسطحية، واختلاف التيارات وتوجهاتها وأثرها على الأفراد، حيث تتأثر بطلة الرواية بما أسمته الأمركة ويمتد هذا الأثر من اعجاب ومن ثم تحوله إلى خذلان وانتكاس إلى جميع مفاصل حياتها، تعرضها الراوية بلغة عصرية مختزلة.
قدمت الأمسية الأستاذة طاهرة آل سيف ابتدأتها بتقديم ملخص عن الرواية، ثم أدارت الحوار بين الأعضاء، حيث تطرق الشاعر عبد الوهاب الفارس إلى رمزية السمكة المقاتلة التي اتخذتها الراوية ثيمة غلافها، وتحدث عن خطورة هذا الرمز إذ يمثل الفرد العربي، بشراسته وشدته، وأشاد بأسلوب الرواية وطرح أفكارها، فيما قدمت الأستاذة ليلى ربيع رأياً حول الرواية فوصفتها بأنها مكتظة تجعلك تشيخ عقداً في ثواني، بيئة سامة كحوض أسماك فارغ من الحياةِ.
فيها الضرر النفسي والعاطفيّ فكل واحدُ يغني على ليلاه ،منهم النرجسي والمتسلط والإنتهازي ومنهم من يعيش خارج السرب. أما أستاذ كاظم مأمون فأشار إلى الأصوات المتعددة المطروحة، لكن بذكاء لاتجعل القارىء ينحاز أو يتعاطف وهذه فنية متقنة، فيما قدم أستاذ عيد رأياً بقوله: الخطورة في أي عمل سردي هي الاسقاطات المحتملة أو المقصودة، وهذا يظهر لمن يتأمل ويقرأ تحت القشرة الظاهرة، أما الأستاذة أسماء بو خمسين فقد أشارت إلى الهوية المزعزعة في مجتماعتنا العربية سيما اللغة العربية وتغريبها وتأثر هوية الأبناء، كما تطرقت للأمومة المأزومة والمعقدة التي تعانيها البطلة، فيما قدمت أستاذة نجاة ورقة عن رمزية السمكة بشكل موسع، وربطت ورقتها بمفهوم المعادل الموضوعي وهو أحد المصطلحات النقدية التي طورها ت.س. إليوت، حيث وجدت أن الرواية تتقاطع مع هذا المفهوم وهو الربط بين الصورة الفنية التي تجمع بين عالمين عالم الحس وعالم المعنى من خلال إثارة الخيال والإبداع.
فيما قدمت الأستاذة رانيا حسني رأياً فقالت: أن الحبكةُ مقنعةٌ ومتوازنة، تجسَّدت أمامي كمشهدٍ مرئيٍّ ومسموع، كثرت فيها القضايا المشار إليها مع بروز بعضها دون الآخر؛ إلا أنها استطاعت توظيف الشخصيات المختلفة، للإشارة إليها دون تقريرٍ أو وعظٍ أو تصنيف.
فيم تبادل الأعضاء حوارات حول الفن الروائي وقدرة الكاتب على الولوج لعوالم السرد المختلفة في كل مرة، ثم اختتمت الأمسية طاهرة آل سيف بقولها أن ثمة وعي يستقرىء المجتمعات المعاصرة تقدمه هذه الرواية سيما المجتمعات الخليجية، يأتي بسرد واقعي يردم هوة القطيعة بين المجتمع والأدب وأنه عمل يسقط القناع عن الواقع ويوجه النقد بقوة ناعمة.
وقبل انهاء الجلسة قامت رئيسة بيت السرد الاستاذة سهى الحسن بتقديم جائزة قلم بيت السرد، التي يتم تقديمها باقتراع الأسماء المشاركة في الأوراق المقدمة، والتي كانت من نصيب أستاذ كاظم مأمون .