جددت الولايات المتحدة الأمريكية تلميحاتها بشأن إمكانية تقليص دورها في الوساطة بين روسيا وأوكرانيا إذا لم يتحقق تقدم ملموس في المفاوضات بين الطرفين.
وأوضحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، تامي بروس، في تصريحات لشبكة “فوكس نيوز” أن موقف بلادها بشأن الوساطة في محادثات السلام الأوكرانية لا يزال ثابتاً، لكنها أكدت أنه في حال استمرار الجمود وعدم إحراز أي تقدم، فإن واشنطن ستعيد تقييم دورها كوسيط.
وشددت بروس على أن النقاش يدور حول تغيير طبيعة الدور الأميركي وليس الانسحاب الكامل من أوكرانيا أو من عملية السلام برمتها، نافيةً بذلك تفسيرات بعض وسائل الإعلام. وأكدت أن الولايات المتحدة لا تزال ملتزمة بتحقيق وقف إطلاق النار وبذل الجهود الممكنة للمساعدة في هذا الإطار وإنهاء الصراع بشكل كامل.
في سياق متصل، أعلنت الخارجية الأميركية عن موافقة إدارة الرئيس ترامب على تزويد أوكرانيا بقطع غيار ضرورية لمقاتلات أف-16، بالإضافة إلى برنامج شامل لتدريب الطيارين الأوكرانيين على قيادة هذه الطائرات المتطورة. وأشارت إلى أن هذه الصفقة، التي كانت قد حصلت على الضوء الأخضر من الرئيس السابق جو بايدن بعد اندلاع الحرب، تبلغ قيمتها 310 ملايين دولار وتشمل توفير المعدات والخدمات اللازمة لصيانة هذه المقاتلات. وقد تم إخطار الكونغرس رسمياً بهذه الموافقة.
من جهة أخرى، صرح نائب الرئيس الأميركي، جيه.دي فانس، لشبكة “فوكس نيوز” بأن الحرب في أوكرانيا من غير المرجح أن تنتهي “في أي وقت قريب”، مؤكداً أن الأمر بات متروكاً لروسيا وأوكرانيا للتوصل إلى اتفاق سلام بعد أن باتت شروط كل طرف واضحة للآخر، داعياً إياهما إلى إنهاء هذا “الصراع الوحشي والهمجي”.
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن أوكرانيا وروسيا لا تزالان بعيدتين عن التوصل إلى اتفاق سلام رغم بعض التقدم الطفيف الذي تحقق مؤخراً، محذراً من أن الرئيس ترامب قد يعيد النظر في الدور الأميركي في الوساطة إذا لم يتم تحقيق انفراجة حقيقية في وقت قريب جداً. وأشار روبيو إلى أن الولايات المتحدة تواجه أولويات عالمية ملحة أخرى، مثل الصراع التجاري مع الصين والملف النووي الإيراني.
وجدد روبيو التأكيد على أنه لا يوجد حل عسكري للصراع في أوكرانيا، مشيراً إلى أن روسيا لا تستطيع احتلال كامل الأراضي الأوكرانية، وأن أوكرانيا غير قادرة على دحر القوات الروسية إلى مواقع ما قبل عام 2014.
