في تطور لافت، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب عن رؤيته الواضحة للمرة الأولى بشأن الملف النووي الإيراني، وذلك بالتزامن مع حالة الغموض التي تكتنف موعد استئناف الجولة الرابعة من المفاوضات بين واشنطن وطهران. وأكد ترمب صراحةً أنه لن يقبل بأقل من “تفكيك كامل لبرنامج إيران النووي”.

وجاءت تصريحات ترمب بعد ضغوط من أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ وقادة إنجيليين، طالبوه بتوضيح موقفه من البرنامج النووي الإيراني، وفقاً لما ذكره موقع “أكسيوس” الأمريكي.

وخلال مقابلة مع برنامج “قابل الصحافة” على شبكة “إن بي سي نيوز”، صرح ترمب قائلاً: “تفكيك كامل. نعم، هذا هو ما أقبله”.

وفي السياق ذاته، أكدت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تام ي بروس، في مقابلة مع شبكة “فوكس نيوز”، أن هدف ترمب هو منع إيران من امتلاك قنبلة أو سلاح نووي. وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي منفتح على أفكار جديدة للتعامل مع طهران، ويسعى إلى التوصل لاتفاق دائم.

وأوضحت بروس أن إيران ستضطر في نهاية المطاف إلى التعامل مع موقف ترمب الذي يهدف إلى تفكيك برنامجها النووي، مشيرةً إلى نجاحه في دفع طهران إلى طاولة المفاوضات، وأنه يفضل الحل الدبلوماسي على المواجهة.  

وأكدت أن ترمب لم يستبعد أي خيار للتعامل مع إيران، كما أشار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو إلى أن الولايات المتحدة تطالب إيران بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم، وتطوير الصواريخ بعيدة المدى، ووقف دعم الجماعات الإرهابية والمليشيات الإقليمية، والسماح بتفتيش جميع المنشآت النووية، بما في ذلك المواقع العسكرية.  

من جانبه، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، عبر حسابه على منصة “إكس”، أن إيران لها الحق في امتلاك دورة الوقود النووي الكاملة، مشيراً إلى أن طهران من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي.

وأشار إلى أن العديد من الدول الموقعة على المعاهدة تقوم بتخصيب اليورانيوم دون امتلاك أسلحة نووية.

وتتهم الولايات المتحدة ودول غربية إيران بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران، مؤكدة أن برنامجها النووي سلمي.

وتجري إيران والولايات المتحدة محادثات بشأن الملف النووي الإيراني منذ 12 أبريل الماضي، وهي أعلى مستوى من الاتصال منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عهد الرئيس ترمب عام 2018.

وكان الوسيط العماني قد أعلن عن تأجيل الجولة الرابعة من المحادثات، التي كانت مقررة السبت الماضي، لأسباب لوجستية.

وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إيران إلى “الابتعاد” عن التخصيب، محذراً من أنها “على وشك حيازة أسلحة نووية”. وأكد عراقجي أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم “غير قابل للتفاوض”.

من جهته، صرح رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل جروسي بأن المواد المخصبة “يمكن إذابتها بسهولة” أو “شحنها خارج” إيران. فيما أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني أن نقل المواد المخصبة “خط أحمر”. وأكد روبيو على ضرورة السماح بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك من قبل خبراء أمريكيين.