بقلم ـ فؤاد بن عبدالله الحمد
▪️في الأيام الماضية، عجّت منصات التواصل الاجتماعي بمقاطع وتغريدات وصور استوقفت القلوب قبل العيون. قصص لأبناء وبنات الوطن في دول متفرقة حول العالم، وجدوا في السفارات السعودية أكثر من مجرد مبنى رسمي. كانت لهم ملاذاً، وسنداً، وصوتاً يتحدث بلسان “الوطن الأم”، حين ضاقت بهم الظروف أو واجهتهم التحديات.
▪️من شاب عالق في مطار، إلى طالبة مرضت بعيدًا عن أهلها، إلى عائلة تعطّلت رحلتها وتقطّعت بها السبل؛ جميعهم وجدوا أبواب السفارات السعودية مفتوحة، وأياديها ممدودة، وقلوب مسؤوليها نابضة بمسؤولية عظيمة. لم تكن هذه المواقف وليدة الصدفة، بل هي انعكاس لنهج سعودي راسخ، جعل من المواطن أولوية في كل سياسة وتحرك.
▪️وفي أوقات الأزمات والكوارث الطبيعية التي قد تقع في أي مكان بالعالم، تبرز السفارات السعودية كخلية نحل، تعمل بتفانٍ لإجلاء المواطنين وتأمين سلامتهم. تتجسد هنا أسمى معاني الوحدة الوطنية والانتماء، حيث يشعر كل مواطن سعودي بأن هناك من يحمله في قلبه ويسعى لراحته أينما كان.
▪️إن تفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع هذا الموضوع هو دليل على وعيهم بأهمية هذا الدور وتقديرهم للجهود المبذولة. وهو أيضًا بمثابة رسالة واضحة للسفارات السعودية في كل مكان: أنتم نبض الوطن في الخارج، وأنتم العين الساهرة على أبنائه، فاستمروا في هذا العطاء الذي يعكس أصالة شعبنا وقيادتنا الرشيدة.
▪️المتابع لتلك المشاهد يتأمل بامتنان كيف تحولت السفارات من مراكز رسمية إلى “نقاط أمان”، و”قلاع احتضان”، تتجاوز البروتوكولات لتصل إلى نبض الإنسان. وقد تكررت العبارات ذاتها بين المغردين: “السفارة ما قصّرت”، “حسيت إني بين أهلي”، “الوطن ما ينسى أبناءه”… تلك الكلمات لم تكن مجاملة، بل شهادة صادقة تنبع من تجارب مباشرة.
▪️وهكذا، تتجلى الصورة المشرقة لدور السفارات السعودية، وتبعث فينا جميعًا شعورًا بالاعتزاز والاطمئنان، وتؤكد أن المواطن السعودي، أينما حل وارتحل، يحمل معه جزءًا من وطنه يحميه ويسانده.
▪️والسؤال الذي يختم هذا المشهد: حين يعاملك الوطن بهذه الطريقة…!! كيف لا تفتخر أن تكون أحد أبنائه؟
