تكللت المرحلة الرابعة والأكثر صعوبة في عملية فصل التوأم الطفيلي المصري “محمد عبدالرحمن جمعة” بالنجاح، وذلك إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله-. تجري العملية في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية التابعة لوزارة الحرس الوطني في الرياض، حيث بدأت صباح اليوم الأربعاء.
وأوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ورئيس الفريق الطبي والجراحي التابع للبرنامج السعودي للتوائم الملتصقة الدكتور عبدالله الربيعة، أن العملية بدأت بتخدير الطفل، تلاها التخطيط والفحص العصبي والتعقيم وفتح الجراح واستئصال الجزء المتطفل على التوأم “محمد”. وأضاف أن المرحلة الرابعة، التي تم الانتهاء منها بنجاح، ركزت على متابعة الحبل الشوكي والقناة الشوكية لمحاولة إعادة ترميمها وفصل الأعصاب عن غشاء الحبل الشوكي. وتوقع الدكتور الربيعة اكتمال عملية الفصل بنجاح عالٍ خلال الساعات القادمة، مما سيعيد البسمة إلى وجه والدي التوأم.
وأشار الدكتور الربيعة إلى أن التوأم الطفيلي المصري وصل إلى المملكة في شهر مارس الماضي، وبعد الفحوصات الطبية اللازمة في مستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال، تبين للفريق الطبي التصاق التوأم الطفيلي بالتوأم “محمد” في منطقة الظهر بأسفل الصدر والبطن والحوض.
وبيّن أن التوأم الطفيلي الآخر لم يكن لديه أي فرص للنجاة لعدم اكتمال مقومات الحياة الأساسية مثل القلب والرأس، بالإضافة إلى وجود عيوب خلقية تعيق الحياة ولا يمكن تصحيحها، وعدم تكون الكلى والجهاز البولي والتناسلي وقصور كبير في الأمعاء، مؤكداً أنه تم إبلاغ والدي الطفل بهذه الحقائق.
ومن المقرر أن تستغرق العملية الجراحية ست مراحل بإجمالي نحو إحدى عشرة ساعة، بمشاركة ستة وعشرين استشارياً وأخصائياً وكادراً تمريضياً وفنياً من تخصصات التخدير وجراحة الأعصاب وجراحة الأطفال وجراحة التجميل والتخصصات المساندة الأخرى. وأكد الدكتور الربيعة أن هذه العملية تعتبر من العمليات الدقيقة وتزيد نسبة نجاحها على سبعين بالمائة.
وأكد الدكتور الربيعة أن التحديات الرئيسية التي واجهت الفريق الطبي تكمن في اشتراك قناة الحبل الشوكي بين التوأمين، حيث تم استخدام الفحص التخطيطي العصبي والميكروسكوب الجراحي لضمان دقة العملية.
وأفاد بأن هذه العملية هي العملية رقم ثلاثة وستين في سجل البرنامج السعودي للتوائم الملتصقة، الذي تمكن منذ عام 1990 من دراسة ومعالجة مئة وتسع وأربعين حالة من سبع وعشرين دولة.
ورفع رئيس الفريق الطبي والجراحي، نيابة عن زملائه، الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد على دعمهما المستمر للبرنامج، مؤكداً أن هذا الدعم مكّن الفريق الطبي السعودي من تقديم أفضل معايير الرعاية الطبية والارتقاء بجودة حياة الأطفال المستفيدين وعائلاتهم.
وأشار إلى أن البرنامج سيواصل تطوير خبراته وبروتوكولاته العلاجية ونقل المعرفة إلى الكوادر الطبية داخل المملكة وخارجها، مما يسهم في توسيع أثره الإنساني وتعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي للتميز الطبي في هذا المجال.
بدوره، أوضح استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور معتصم الزعبي أنه تم بنجاح إنجاز المرحلة الرابعة من فصل التوأم، مشيراً إلى أنها كانت المرحلة الأصعب نظراً لشدة التصاق النخاع الشوكي للتوأم “محمد جمعة” مع أخيه التوأم الطفيلي.
