تُكمل المدينة المنورة استعداداتها المكثفة لاستقبال ضيوف الرحمن المتعجلين، الذين سيبدأون بالوصول مساء غدٍ، الثاني عشر من ذي الحجة. هذه الاستعدادات تأتي ضمن خطط تشغيلية شاملة لموسم ما بعد الحج، تهدف إلى توفير أقصى درجات الراحة والأمان لزوار المسجد النبوي بعد أدائهم مناسك الحج.
تُشرف الجهات الحكومية المعنية، بمتابعة حثيثة من الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة ورئيس لجنة الحج والزيارة، على تنفيذ خطط استقبال الحجاج. تشمل هذه الخطط استقبال طلائع الحجاج القادمين عبر الحافلات ورحلات قطار الحرمين السريع، بالإضافة إلى ضمان انسيابية الحركة المرورية على الطرق الرئيسية مثل طريق الهجرة السريع وطريقي القصيم وتبوك. تُتخذ كافة الاحتياطات اللازمة لضمان أعلى مستويات الأمن والسلامة على هذه الطرق.
تركز الخطة التشغيلية لوكالة الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد النبوي في موسم ما بعد الحج على تهيئة المسجد النبوي ومرافقه لاستقبال الزوار في بيئة صحية وآمنة ونظيفة. يتم فتح 141 بابًا لاستقبال المصلين في قسمي الرجال والنساء، مع وجود 100 ممر لتنظيم الدخول بمساعدة كوادر الإشراف والإرشاد المكاني.
كما تتضمن الاستعدادات فرش 25 ألف سجادة في جميع مناطق الصلاة بالمسجد والساحات الخارجية، وتوفير المصاحف وتفسير معانيها بعدة لغات. يتم تعزيز جهود التوجيه وإرشاد التائهين، وتهيئة خدمات خاصة بـكبار السن وذوي الإعاقة من خلال توفير كراسي متحركة في الساحات، وتفعيل خدمات النقل بالعربات الكهربائية، وتشغيل 194 سلمًا ومصعدًا كهربائيًا. ولتوفير بيئة مريحة، تُستخدم 133,459 وحدة إنارة وتُفعل خدمة التكييف بالكامل.
تُكثف خدمات سقيا مياه زمزم بكميات كافية وعلى مدار الساعة، حيث يتم توزيع أكثر من 10 آلاف حافظة مياه في أرجاء المسجد النبوي. تُهيأ أيضًا نقاط شرب المياه المبردة في الساحات، وتُفتح المظلات خلال ساعات النهار في الساحات الغربية، الشمالية، والجنوبية، مع فرشها بالسجاد لاستيعاب المصلين.
تشمل الجهود أيضًا تهيئة 2782 دورة مياه في مناطق الخدمات أسفل المسجد النبوي، والتي يمكن الوصول إليها عبر مداخل في الساحات مزودة بسلالم عادية وكهربائية. كما يتم تشغيل 6060 سماعة صوت لأوقات الصلوات وإيصال رسالة المسجد النبوي عبر الخطب والحلقات العلمية التي تشرف عليها وكالة رئاسة الشؤون الدينية بالمسجد النبوي.
تُواكب مرحلة قدوم الحجاج بعد أداء فريضة الحج خدمات إرشادية وتنظيمية لتسهيل دخول الزائرين والمصلين إلى الروضة الشريفة. يتم ذلك وفقًا لمواعيد الحجز المسبقة عبر التطبيقات المعتمدة والطاقة الاستيعابية للمكان. تُستخدم الشاشات التقنية لتوعية وإرشاد الزوار قبل الدخول للروضة الشريفة عبر المسارات المخصصة، ويُقدم لهم عبوات ماء زمزم. تُمكن الزوار من أداء صلاة النافلة في الروضة خلال أوقات الدخول المحددة، مع الالتزام بتلك الأوقات لتمكين أكبر عدد من ضيوف الرحمن من الصلاة في الروضة الشريفة، والتشرف بالسلام على الرسول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه رضوان الله عليهما.
