رجاء البوعلي – الدمام
في حضور نوعي لمجموعة من الإعلاميات من مختلف وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع، أستضاف مركز الأميرة جواهر لمشاعل الخير بالدمام الإعلامية المتألقة الأستاذة فداء البديوي صباح الاثنين الموافق 16جمادى الأول1435هـ الموافق 17 مارس 2014م، لتقديم ورشة بعنوان “إيقاظ المسؤولية الاجتماعية في الشخصية الإعلامية”.
بعد أن عرفت الأستاذة البديوي نفسها باستعراض سيرتها المهنية على مدى ثلاثة عشر عاماً، والتي عبرت بها على كلاً من جريدة الحياة، اليمامة، الوطن، الجزيرة، الشرق وأخيراً عادت مرة أخرى لجريدة الحياة، استهلت حديثها باستفهام موجه للحاضرات قائلة: لماذا نستخدم وسائل الإعلام؟. وبحوار تفاعلي تنوعت الإجابات بين الحصول على المعلومات، توجيه التفكير والفهم، توجيه السلوك اليومي، فهم الذات، تسهيل التفاعل الاجتماعي وإيجاد البدائل، ثم إطلاق المشاعر والانفعالات للتحقيق، و كذلك نوع من المتعة والتنفيس والتسلية.
وقد تعرفت الأستاذة فداء على رأي الإعلاميات المُشاركات حول واقعية الدقة والمصداقية المتوافرة في مختلف الشبكات الإعلامية والقنوات التلفزيونية وكذلك وسائل التواصل الالكترونية، وبإجماع الأغلبية على عدم تحري الدقة في بعض حالات النشر، إلا إنها تعتبر أمانة ومسؤولية تُلقى على كاهل الإعلامي، ويجب عليه القيام بها على الوجه المطلوب.
وفي مقارنة سريعة بين مفهوم المسؤولية الاجتماعية والدعم الاجتماعي، بينت البديوي أن الأولى يجب أن تنطلق من استشعار الإعلامي المسؤولية الفردية أولاً، حيث أن دوره سيكون حساساً جداً في الوسط المجتمعي، فعليه أن يكون خير مثالٍ يعكس الصورة الإيجابية عن نفسه و جهته الإعلامية.
بعد ذلك، قدمت البديوي نموذجاً من الثورات الإعلامية الأمريكية والأوروبية ضد الحرية الغير منضبطة، والذي حدث في عام 47 م في أمريكا حينما تسيدت وسائل الإعلام الفقيرة على الكبرى، في ظل النظام الرأسمالي. واستطردت بالتأكيد على المسؤولية حيث قالت “كل حرية تقابلها مسؤولية”، وبينت أن سقف الحرية يختلف من صحيفة لأخرى وهذا ما يسمى بسياسة الصحيفة، كما اعتقدت أن هناك الكثير من القضايا التي تُقدم للإعلامي ولكنه لا يحبذ التطرق إليها، لأسباب متنوعة، قد يكون أهمها عدم الحصول على مصادر دقيقة مما يضر بالإعلامي والصحيفة في وقت لاحق.
من جهة أخرى، رأت أن كل القضايا قابلة للطرح بشكلٍ أو بآخر، لكن الأمر بحاجة إلى بحث عن مدخل مناسب لتقديم المادة بشيء من التناغم. ولم تغفل الأستاذة فداء عن موضوع حقوق الأفراد في نشر القضايا الحساسة، كنزيلات الإصلاحية، فقد شددت على أن ذكر الأسماء في هذا النوع من الطرح لا فائدة منه، كما أنه تشهير بالإنسان والتشهير في حد ذاته يعتبر عقوبة.
وفي الختام، طلبت البديوي من الإعلاميات المُشاركات الإطلاع على موقع الشبكة السعودية للمسئولية الاجتماعية، حيث أنه يعتبر أنموذجاً محلياً مناسباً لمحور الموضوع الذي تم تناوله. وتخلل الورشة حضور القناة الثقافية للتصوير وإجراء حوار سريع مع الأستاذة فداء وبعض المشاركات.