الخبر – المختصر الإخبارية
قال الكاتب والروائي ورئيس تحرير صحيفة اليوم السابق الأستاذ / خليل بن إبراهيم الفزيع ان تاريخ الصحافة في المنطقة الشرقية، لا ينفصل بأي حال من الأحوال عن تاريخ الصحافة في بلادنا بصفة عامة، مشيرا الى ان كتابة هذا التاريخ ما هو إلا إضافة لهذه المسيرة التي حققت قفزات رائعة سواء على مستوى الأداء المهني أو على مستوى التجهيزات الفنية، أو على مستوى إعداد الكوادر القادرة على أداء مهماتها العملية، لإنجاز عمل صحفي يحقق أهدافه الإعلامية والتثقيفية، وفق منهج واضح تحكمه سياسة إعلامية حكيمة.
جاء ذلك خلال استضافته في لقاء الشهر الذي يعقده مجلس ال صهيب بالخبر كل اول اربعاء من كل شهر .
مضيفا ان المنطقة الشرقية عرفت الصحافة أول ما عرفتها باللغة الإنجليزية، وكانت بذلك أول منطقة في بلادنا تعرف الصحافة باللغة الإنجليزية، ففي عام 1945م صدرت في الظهران صحيفة “الشمس والوهج” بعد أن تم دمج صحيفتي “الشمس” وكانت تصدر في الظهران و”الوهج” وكانت تصدر في رأس تنورة، وتتولى إدارة العلاقات العامة بشركة أرامكو الإشـراف علـى إصدارها، كما تولت هذه الإدارة إصدار مجلة “عالم أرامكو” عام 1949م، باللغة الإنجليزية أيضًا، وتصدر بشكل دوري، وتعنى بالأبحاث التاريخية والجغرافية والاجتماعية المتعلقة بالشرق الأوسط، وهدفها هو تعريف الغربيين بحضارة هذا الجزء من العالم.

ثم عرج الفزيع على بداية الإصدار الصحفي باللغة العربية في المنطقة الشرقية بصدور مجلة “قافلة الزيت” عام 1953 ورغم بدايتها المتواضعة فقد أصبحت ذات مستوى متطور، مادة وإخراجاً.. وقد شارك في الكتابة فيها عمالقة الأدب العربي الحديث وأعلامه البارزون، وكان لها تأثيرها في إثراء الحياة الثقافية في المنطقة العربية لظهورها في زمن كانت فيه المنابر الثقافية محدودة، ثم تحولت “قافلة الزيت” إلى “القافلة”.
ويضيف انه في مطلع عام 1954م صدرت صحيفة الظهران التي تحولت إلى “أخبار الظهران” وتولى رئاسة تحريرها عبدالله الملحوق ثم خلفه عبدالكريم الجهيمان، وفي العام نفسه أصدر الأخوان احمد ويوسف الشيخ يعقوب جريدة “الفجر الجديد” التي لم يستمر صدروها طويلاً. ومع إطلالة عـام 1955م أصدر سعد البواردي مجلة “الإشعاع” وهي أول مجلة أدبية تصدر في المنطقة الشرقية لكنها توقفت بعد سنتين من بداية صدورها.
وصولا الى عام 1956 يقول الفزيع حيث صدرت مجلة “الخليج العربي” في مدينة المبرز بمحافظة الاحساء لصاحبها عبدالله بن أحمد الشباط، ثم توقفت لتصدر في العام التالي كجريدة أسبوعية في مدينة الخبر.

وعن آخر الإصدارات العربية التي شهدتها المنطقة الشرقية آنذاك يشير الفزيع انه قبل صدور نظام المؤسسات الصحفية، كانت صحيفة “القافلة” الأسبوعية قد صدرت في العام 1959 وهي الشقيقة الصغرى لمجلة “القافلة” وتصدران عن إدارة العلاقات العامة في أرامكو السعودية.
ويوضح الفزيع خلال استعراضه لتاريخ الاعلام في المنطقة الشرقية للعام 1964 حيث صدر نظام المؤسسات الصحفية والذي بموجبه توقفت كل الصحف لتتحول من عهد الأفراد إلى عهد المؤسسات الصحفية، بما تعنيه هذه المؤسسات من إمكانيات مادية، وضمانات نظامية لاستمرار صدور الصحف.. دون أن يتعثر هذا الصدور، متأثرا بالنواحي المادية أو الرقابية التي قد يتعرض لها صاحب المطبوعة، وغالبا ما يكون رئيساً لتحريرها.
وإثر صدور هذا النظام صدرت جريدة “اليوم” التي بدأت عام 1965م أسبوعيـة ثم نصف أسبوعيـة ثم ثلاث مرات في الأسبوع، وبعد ذلك تحولت إلى يومية بعد أن اكتملت استعداداتها الطباعية، إذ كانت تطبع قبل ذلك في مطابع تجارية، تزيد من أعبائها المالية. وكان أول رئيس تحرير لها هو الأستاذ حسين خزندار، أما أول مدير عام لها فهو الشيخ عبدالعزيز بن منصور التركي الذي كان مديراً عاماً للتعليم في المنطقة الشرقية، ثم ملحقاً تعليمياً في لندن، وكان رحمه الله وراء إصدار هذه الجريدة وبإمكانيات محدودة، وبطاقم تحرير لا يتعدى عدد أصابع اليد الواحدة.
أما مجلة “الشرق” التي كانت تصدر عن الشركة الشرقية للصحافة والطباعة، فقد كان تأسيسها عام 2009م وهي أسبوعية جامعة، وهذه المجلة هي الوريثة لمجلة اللقاء العربي، التي كان امتيازها من رأس الخيمة وتطبع في الكويت، ومكتبها في الدمام، وتولى رئاسة تحريرها منصور سحلي، وعندما توقفت عن الصدور، قام أصحابها بإصدار مجلة الشرق بدعم من الشيخ سعيد غدران ومعه عدد من الأعضاء الذين لم يمدوها بالتموين المادي اللازم لاستمرار صدورها، وبوفاة سعيد غدران رحمه الله، تعثرت المجلة، بعد أن أصبحت جريدة يومية حتى توقفت نهائياً عن الصدور، وأقفلت مطابعها.

كما قامت جمعية الثقافة والفنون بالدمام بإصدار عددين من مجلة دارين الثقافية قبل أن يتولى النادي الأدبي بالمنطقة الشرقية إصدارها، وكذلك دورية “الواحة” التي صدرت بالقطيف عام 1990 وهي ذات طابع ثقافي بما قدمته من أبحاث ودراسات أدبية وتاريخية جادة، لكنها توقفت عن الصدور. ومجلة “الخفجي” ذات الطابع الثقافي العام وقد صدرت عام 1975 كمجلة شهرية ثم تحولت للصدور إلكترونيا كل شهرين. وهناك دوريات صدرت ثم توقفت، منها مجلة “هجر” التي أصدرها المعهد العلمي بالأحساء ودورية “القبس” التي أصدرها سعد الدريبي، ومجلة الخط الصادرة عن منتدى الخط الثقافي لصاحبه فؤاد نصر الله، ومعها دورية إبداعات، ذات الطابع الأدبي المتميز. وهناك أيضاً مجلتا: الغرفة التجارية والصناعية بالمنطقة الشرقية والأخرى في غرفة الأحساء.
وعن الصحف الالكترونية يشير الفزيع خلال حديثة ان الصحف الإلكترونية فهي كثيرة، منها في المنطقة الشرقية “صحيفة صبرة” ويراس تحريرها حبيب محمود، و”خليج الديرة” ويرأس تحريرها بشير التاروتي، وصحيفة “جهينة” ويراس تحريرها زهير عبدالجبار، وصحيفة “المختصر الإخبارية” والتي يراس تحريرها يوسف القضيّب ، وفي الأحساء همة نيوز/ عبدالله المطلق، والواحة نيوز/ خالد الدوسري، وأصداء الخليج/ سلمان أحمد العيد، والواحة نيوز/ عبدالله السعيد، والمنصة نيوز/ عايض عبدالمحسن العرجاني، وغيرها.
بعدها عرج الفزيع صوب الاعلام المرئي الذي بدأ عام 1957 بافتتاح محطة تلفزيون أرامكو كأول محطة تلفزيون باللغة العربية في المملكة وبعد أن بدأ البث الحكومي بإنشاء محطة تلفزيون الدمام غام 1966 تغير اسم تلفزيون أرامكو إلى القناة الثانية، ثم اقتصر البث فيها على اللغة الإنجليزية وأخذت مسمى القناة الثالثة، وفي عام 1998 تم إنهاء خدماتها ليتم الاعتماد على محطة تلفزيون الدمام التي تم لاحقاً ضمها لتلفزيون الرياض، ويصبح البث عبر الأقمار الصناعية.. لمنظومة التلفزيون السعودي بصفة عامة.
وبعد ذلك الاستعراض التاريخي الجميل الذي قدمه ضيف اللقاء الأستاذ/ خليل الفزيع فتح مقدم اللقاء الأستاذ / محمد الغريري المجال امام الحضور لطرح الإسالة والمداخلات حول ماطرح خلال اللقاء لينتهي اللقاء بتكريم المجلس لضيف ومتحدث اللقاء الأستاذ خليل الفزيع بتكريمه بدرع المجلس والتقاط الصور التذكارية التي توثق اللقاء
