ميني نيوز _ القاهرة
قطاع السياحة الذي يعتبر أحد أهم موارد الميزانية المصرية، يمر بمرحلة مليئة بالصعوبات التي لا تقتصر على المنافسة القوية من جانب دول المنطقة التي تعمل على توفير عوامل الجذب السياحي، بل تشمل ما يدور على الساحة المصرية من تجاذبات سياسية، وما يتعرض له الوضع الاقتصادي من متاعب وما يعاني منه الوضع الأمني في الشارع من متاعب.
عوامل ما زال لها انعكاسات سلبية على قطاع يحمل بارقة الأمل في استرداد الاقتصاد المصري بعض من عافيته ويزيل عنه الكثير من الآلام التي كان سببا في التراجع الكبير لترتيب مصر في مجال التنافسية السياحية، وفق أحدث التقارير.
والإحصائيات التي صدرت تشير الى أن قطاع السياحة المصرية يسير من سيء إلى أسوأ، وأن نسب الاشغالات في فنادق القاهرة والأقصر وأسوان ضعيفة، بينما تستقر بعض الشيء في شرم الشيخ والغردقة.
وتتوقع الحكومة المصرية ارتفاع ايرادات السياحة اذا تحسنت الاوضاع الامنية والاضطرابات السياسية، مع اتخاذ الحكومة عددا من الخطوات التي يمكن أن تسهم في إعادة النشاط السياحي الى سابق عهده، واستعادة معدلات الحركة الوافدة والوصول بها إلى معدلاتها الطبيعية وفتح أسواق سياحية جديدة.
وبدأ وزير السياحة هشام زعزوع، في فتح أبواب جديدة أمام قطاع السياحة، ومنها السياحة الإيرانية، وسط تقديرات أولية تُشير الى إمكانية أن تحصل مصر ما بين مليون ومليون ونصف سائح إيراني سنويا.
كما تقوم مصر حالياً بالمشاركة في سوق السياحة الخارجية في الصين واليابان، ودول آسيوية أخرى وتقديم العروض والفرص السياحية المنتشرة.
كما اتجه وزير السياحة المصري الى توقيع برنامج تنفيذي للتعاون السياحي بين مصر والسودان، مؤكدا أن البرنامج التنفيذي يعكس رغبة الحكومتين المصرية والسودانية في تعزيز التعاون الثنائي في قطاع السياحة من خلال التنشيط والترويج.
كما يرتفع معدل السياحة الروسية خلال الفترة السابقة، وقد أكد الرئيس فلاديمير بوتين:”أن مصر جاذبة للسياح الروس وازداد عدد السياح الروس بنسبة 35في المائة خلال عامي 2011- 2012 وبلغ أكثر من مليوني سائح روسي زاروا مصر، وفي مارس الماضى وقعت المؤسسات المصرية والروسية على مذكرة لضمان أمن السياح الروس، ونأمل أن تولي السلطات المصرية اهتماما خاصا بهذه المسالة”.
ومع ذلك، فإن العقبات مازالت قائمة، من رفض للتيارات الدينية السلفية للسياحة الإيرانية و عدم السماح لها بالاستمرار، والاعتداء على منزل مدير مكتب المصالح الإيرانية في مصر، أسفرت الى وقف مؤقت للأفواج السياحية الإيرانية بعد أيام من وصول الفوج الأول.
كما تلقت محكمة القضاء الإداري دعوى قضائية تطالب بمنع السياحة الإيرانية من دخول مصر، بحجة خطورتها على الأمن القومي لأن إيران لها مطامع توسعية إستعمارية لنشر المذهب الشيعي والسيطرة على المنطقة، بحسب الدعوى القضائية.
أضف الى ذلك تحذير عدد كبير من الشخصيات الدينية التي لها مكانة في قلوب شريحة من المجتمع، من نشر المذهب الشيعي في مصر من خلال زيارات السياحة الدينية من خلال مساجد مصر الفاطمية وأضرحة آل البيت.
كما أن أزمة انقطاع الكهرباء عن الأماكن السياحية يمكن أن يكون لها تأثير سلبي، خاصة مع لجوء الفنادق والمنتجعات إلى طرق بديلة مكلفة للحفاظ على استمرار التيار الكهربائي ما يتسبب في خلق أعباء إضافية على القطاع، وارتفاع الأسعار، فيحين أن الوضع يتطلب خفض الأسعار كأداة من أدوات الجذب السياحي.
ومازال القطاع يعاني من سلبيات تذيّل مصر قائمة الدول الأكثر قدرة على توفير الأمن والأمان للسائحين، وجاءت فى المركز الـ138 بين 140 دولة، من حيث النفقات التى تكبدتها المؤسسات السياحية جراء أعمال العنف، والمركز 135 فى حوادث الطرق، حسب تقرير المنتدى الاقتصادى العالمى بشأن مؤشر التنافسية للسياحة، كما تراجع ترتيب مصر إلى المركز الـ85 من 140 دولة فى تقرير التنافسية فى السياحة والسفر الصادر عن منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الدولية ، فضلاً عن قرار الاتحاد الأوروبى بوقف المساعدات الاقتصادية لعدم احترام حقوق الإنسان والديمقراطية.
فيما يظل مناخ عدم الاستقرار السياسي والأمني والعصيان المدني والحراك في الشارع المصري، من أهم العوامل التي تدفع الى مزيد من القبات أمام قطاع السياحة في أهم وأكبر دولة تملك إمكانيات سياحية كبيرة في المنطقة.