حكيمه الجنوبي – القطيف – المختصر الاخبارية
تصوير- أبرار الحبيب
طمأن الأخصائي خالد آل مريط المربين من الآباء و الأمهات أن القلق يعد روح الحياة ويولد به الإنسان ويعتبر دافع للإنجاز والتميز والإبداع ومنه تتفجر الطاقات الكامنة لمرحلة قبل الاختبارات، هذا كان ضمن محاضرة ألقاها بعنوان “تأثير القلق على حياتنا” بمقر الملتقى النفسي الاجتماعي في سلسلة محاضراته الأسبوعية بحضور تجاوز السبعين من كلا الجنسين يوم الأربعاء 22/7/1435، في أسبوع يتم التهيئة والاستعداد فيه لخوض تجربة الاختبارات التي تكاد تكون واردة عند بعضهم وجديدة عند البعض الآخر وعليه ينشأ معها نوع من القلق والتوتر من قبل الأهل والطالب فكيف يواجهون هذه المرحلة ؟
أوضح آل مريط أن القلق هو المفتاح وحجر الزاوية للأمراض النفسية ويصيب أغلب الناس الذين يمرون بحالات نفسية لكن عندما يبعد الشخص عن العمل والحياة الاجتماعية يتم الحكم عليه بأنه القلق المرضي ويحتاج إلى تدخل علاجي من قبل ذوي الاختصاص.
وبين الأخصائي آل مريط “أخصائي نفسي معالج في مجمع الأمل للصحة النفسية بالدمام” أن علماء علم النفس اختلفوا في تعريف القلق بين تحليل يوط وسلوكي الا أنه في مجمله يعد نوع من الانزعاج وعدم الارتياح كما أنه انفعال مركب من الخوف والإحساس بالتهديد والخطر.
وفرق بين القلق والخوف فالشخص في القلق مشبهاً في المصدر، الخوف يكون داخلي مجهول، يبقى رغم زوال المؤثر مع وجود صراعات، عكس الخوف الذي يكون معروف المصدر، يكون من أمور خارجة يواجهها الفرد، يزول بزوال المصدر ولا يوجد معه صراعات.
واستعرض الأخصائي أسباب القلق حيث ذكر أن 15% من الآباء والأمهات الذين عندهم قلق يكون أولادهم قلقين، ويحدث في 50% من التوائم المتشابهة، اذن هناك أسباب وإن تعددت من الاستعداد الوراثي والنفسي، عوامل البيئة، ومشاكل ناتجة من خلل في الجهاز العصبي. وأشار أن للقلق أعراض واضحة تنعكس على الشخص وإن تعددت الأسباب بين جسمية، نفسية، سلوكية ومزاجية، كما أن 90% من الأمراض النفسية هي نتاج الضغوط والقلق بشكل أساسي (دراسة أمريكية) والتي تظهر على شكل أمراض سيكوماتية في الجسم.
وعدد آل مريط أنواع القلق التي يتم تصنيفها لدرجات وتظهر بصورة قلق عام، نوبة هلع، الرهاب المحدد والاجتماعي، رهاب الأماكن المفتوحة، الوسواس القهري واضطراب الضغط الناتج عن الصدمة وغيرها التي تدرج ضمن آثار القلق وفق تشخيص دقيق.
وبما أننا في فترة وأجواء الاختبارات فقد استفاض في الحديث عن القلق في هذه الفترة سواء كان هذا القلق شديد أو لا مفيد او غيره فهو يكون مفيد عندما يتسم بالاعتدال ويعمل على تحفيز الطالب ودفعه للدراسة والاستعداد بشكل جيد للامتحان ويدفعه للإنجاز وإذا زاد عن مستواه الطبيعي وبدأ يؤثر على الثقة بالنفس ومستوى التحصيل، ويظهر بنسبة 1-3% من بين الطلاب يعد غير مفيد.
وحذر الأسرة والطلاب من اضطراب القلق الناتج من المواد المخدرة خصوصاً ونحن على أعتاب الاختبارات ومن الترويج للمواد المخدرة بحجة أنها تساعد على التركيز وتخلص من قلق الاختبارات وتدفع للراحة النفسية.
وقال: الأخصائي أن العوامل التي تساعد على ظهور مشكلة قلق الامتحان وإن تعددت الا أنها ترجع في الاعم الى ثلاث عوامل وهي: شخصية الطالب الذي يتصف بشخصية قلقة وترتفع سمة القلق لديه نتيجة لأهمية التفوق التحصيلي بالنسبة له، والعامل الثاني :الأسرة وترجع إلى أساليب التنشئة الأسرية وما يصاحبها من تعزيز الخوف من الاختبارات والعامل الآخر :المدرسة ودور بعض المدرسين في بث الخوف من الاختبارات واستخدامها كوسيلة للانتقام من الطلاب.
وأفاد آل مريط بأنه يتم تشخيص القلق وعلاجه بواسطة الطبيب النفسي ومن ثم تحديد العلاج للحالة وان احتاج للعلاج الدوائي فانه يعى العلاج المناسب له مع ضرورة اتباع العلاج النفسي التدعيمي والمعرفي السلوكي الذي يتم من قبل أخصائي نفسي عيادي مع التركيز على ضرورة تحقق وجود الرغبة الملحة للشفاء من ذات المريض نفسه.
ونصح كذلك باستخدام العلاج بالاسترخاء حيث يعد من أكثر العلاجات من حيث الفائدة لحالة القلق واضطرابات النوم وذلك بأخذ التنفس العميق وتمارين الاسترخاء.
وتعددت مداخلات الحضور بين أضافة معلومات وبين تساؤلات للأخصائي حيث كانت مداخلة للأستاذ سلمان الحبيب “مرشد طلابي في مدرسة الخطيب البغدادي” تحدث من خلال تعامله بالطلاب في المدرسة عن وجود حالات من قلق الاختبارات والتي تم علاجها من خلال جلسات إرشادية أو ورش عمل تدريبية على مدى العام الدراسي وقبل الاختبارات وفق خطط مدروسة.
والأخصائي النفسي أحمد آل سعيد لفت النظر لضرورة الأخذ بمضار القلق التي يكون لها انعكاس على الصحة العامة والنفسية، ونصح بضرورة التكيف مع الظروف المحيطة وأكثر ما يلمسه من خلال عمله كأخصائي نفسي سلوكي للأطفال هو تأثر الأبناء بقلق الآباء ومحاولة علاجه بالبدائل إن كان لبعضها علاج وقتي وله مردود جيد، وحذر من النتائج المترتبة على القلق من سوء تعامل الأهل مع الطفل والذي يكون ناتج عن غرس الخوف من أمور وهمية، العنف، الحماية الزائدة.
وسألت احدى الحاضرات عن قلق الانفصال الزواجي وهل يمكن أن يؤثر على الأبناء وكيف يمكن تحاشيه ؟ أجاب الأخصائي من الضروري افهام الطفل بالموقف الذي سيتعرض له مع الأخذ بالاعتبار دور الأسرة الإيجابي ووعيها إذ أن قلق الوالدين له انعكاس على الأولاد مع محاولة البعد عن مصادر القلق وحل المشكلات بطريقة عقلانية.
وختاماً شكر الأخصائي النفسي: أحمد آل سعيد الأخصائي النفسي :خالد آل مريط نيابة عن مدير الملتقى النفسي الاجتماعي :أ.فيصل آل عجيان والمشرفة العام له :غالية الجمال لما قدم للحضور من معلومات قيمة تصب في محاولة نشر وعي الثقافة النفسية السليمة للجميع.