رمضان العوامى – المختصر الإخبارية
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قلقه إزاء حوادث أوكرانيا التي استولى انقلابيون موالون للغرب على السلطة فيها في نهاية فبراير عام 2014، حيث قال في كلمته بمنتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي إن الخطوة التالية لمن قلبوا نظام الحكم في أوكرانيا قد تكون ضم أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، ثم يمكن أن ينشروا الصواريخ الحربية الأمريكية في أراضي أوكرانيا.
وكان الانقلابيون يتوجسون خيفة من التدخل العسكري الروسي المحتمل لمنع تنفيذ الخطط المعادية لروسيا. ولم تتدخل موسكو، بل أنهت وحدات من القوات المسلحة الروسية تدريباتها عند حدود روسيا مع أوكرانيا وعادت إلى معسكراتها في حين سارت الأمور في أوكرانيا إلى إحداث تغيرات تجعل انضمامها إلى الناتو مستحيلا، إذ تنبئ هذه التغيرات بفدرلة أوكرانيا واستقلال مناطق تقع في شرقها وجنوبها.
وقد أعلن أنصار الفدرلة قيام جمهوريتين شعبيتين في جنوب شرق أوكرانيا هما جمهورية دونيتسك وجمهورية لوغانسك. وما لبثت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك أن أعلنتا تأسيس دولة جديدة سموها “نوفو روسيا” (أي روسيا جديدة).
وتسعى كييف جاهدة إلى تصفية “الانفصاليين” في شرق أوكرانيا. وأعلن الفائز في الانتخابات الرئاسية الأوكرانية المبكرة دعمه للعملية العسكرية في جنوب شرق البلاد. ويأمل قادة “نوفو روسيا”، مع ذلك، أن ينهي الرئيس الأوكراني الجديد العملية الحربية في منطقة دونباس حتى تتجنب أوكرانيا الوقوع في مزالق الحرب الأهلية الواسعة التي لا تحمد عقباها على أوكرانيا وحلفاء النظام الأوكراني الجديد الأوروبيين الذين سيضطرون لتحويل المزيد من إيراداتهم الضريبية إلى كييف في حال احتدمت الحرب الأهلية في أوكرانيا.
أما بالنسبة لروسيا فلا يستطيع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية أن يجبراها على التخلي عن دعم أنصار فدرلة أوكرانيا، ناهيك عن إرغامها على التخلي عن مصالحها في أوكرانيا.