ميني نيوز
أبدى وفد الجامعة العربية الذي يقوم حاليا بزيارة لواشنطن استيائه من إدارة الحكومة الأمريكية لملفات المنطقة العربية ، وبحسب ما تسربت من معلومات من داخل وفد الجامعة العربية المشارك في هذه الزيارة فإنه وخلال المشاورات واللقاءات التي أجراها وفد الجامعة العربية مع مسئولين أمريكيين فإن الإدارة الأمريكية ما زالت تتحفظ على كثير من النقاط في مبادرة السلام العربية والتي تبنتها الجامعة العربية بالأغلبية ، ورغم التعديلات التي أجريت مؤخرا من قبل الجامعة العربية على هذه المبادرة إلا أن الإدارة الأمريكية فاجأتنا بأنها تطالب بمزيد من التعديلات على هذه المبادرة وان التعديلات التي تطالبها الإدارة الأمريكية تطال نقاط رئيسية وجوهرية في المبادرة ، منها قضية اللاجئين الفلسطينيين والوضع النهائي لمدينة القدس ، وقد سعى وفد الجامعة العربية لتسويق مبادرة السلام خلال زيارته لواشنطن وتفاجأ الوفد بالرفض الأمريكي لهذه المبادرة رغم التعديلات التي أدخلت عليها مؤخرا ، كما انه ومن خلال لقاء المسئولين الأمريكيين مع أعضاء وفد الجامعة العربية خلال هذه الزيارة تأكد الوفد بأن الإدارة الأمريكية الحالية لا تعطي الأولوية لملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وانه لا توجد أي نية لدى إدارة اوباما بالبدء بمبادرة سلام حقيقية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية على أساس مبادرة السلام العربية الجديدة ، وان الإدارة الأمريكية حاليا تعطي الأولوية للملف السوري والإيراني وذلك ضمن أولويات سياستها الخارجية .
وتأتي زيارة وفد الجامعة العربية لواشنطن برئاسة الأمين العام للجامعة نبيل العربي استكمالا لخطة تسويق مبادرة السلام العربية المعدلة وذلك بهدف إقناع الإدارة الأمريكية بهذه المبادرة ، وقد استبقت زيارة وفد الجامعة العربية زيارة قام بها أمير قطر حمد بن خليفة لأمريكا طرح خلالها ولأول مره المبادرة العربية للسلام بحلتها الجديدة وذلك بعد إدخال بعض التعديلات عليها ، كما ويبدوا أن الجامعة العربية قد استعجلت في تسويق مبادرة السلام العربية المعدلة على الأطراف الدولية قبل أن تحصل على إجماع من قبل الدول العربية وكان ذلك واضحا عندما أعلنت مصر رسميا وعلى لسان الرئاسة المصرية قولها ليس لدينا أي معلومات عن تعديلات أجريت على مبادرة السلام العربية ، ويبدوا أن المواقف المتعارضة والغير متوافقة للدول العربية والانقسام العربي الواضح تجاه التعديلات التي أدخلت على مبادرة السلام العربية قد تسببت في إضعاف وإفشال هذه المبادرة قبل أن تشرق الشمس ، وهو ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية لرفضها والمطالبة بمزيد من التنازلات والتعديلات عليها .