المختصر الإخبارية
التعلم بالبحث عن المعرفة البعض يعرفه بالتعلم القائم على حل المشكلة أو التعلم المتمحور حول المشكلة Problem based learning في حين يرتأي الأخصائي النفسي فيصل آل عجيان أن يسميه التعلم المتعكز على المشكلة اتجاه حديث في التعلم يعتمد اثارة دفاعية الطالب للبحث عن المعلومة، مبتعدا عن التلقين، هذا الاتجاه في التعلم كان محور النقاش للمحاضرة الأسبوعية “التعلم المتعكز على المشكلة” للملتقى النفسي الاجتماعي ليوم الأربعاء 29/7/1435، بحضور تجاوز الستين شخصاً لكلا الجنسين من المهتمين بالسلك التعليمي وذوي الاختصاص.
وأعتبر آل عجيان أن المشكلة موقف يمكن اعتباره فرصة نادرة لتعلم والتكيف يؤدي إلى الحيرة والتوتر واختلال التوازن المعرفي والانفعالي ومنه يتم الحكم أننا في مشكلة ويجب علينا مواجهتها بالبحث عن الحل على ضوء المعرفة الموجودة لشخص وتنمية هذه المعرفة وفق خطوات عملية مدروسة ليتم الحل والوصول لرضا الذاتي.
وأنعم النظر في اتجاه التعلم القائم على المشكلة في تراث المسلين وقال: إن سر عظمة النص القرآني يكمن في وجود قلق سياق الذي انتج تعدد التفاسير والشروحات للآية من أكثر من جهة ومصدر ومحاولة الأخذ بما يتوافق بين النص القرآني ونص الحديث والرواية.
فرق الأخصائي بين التعلم التقليدي وبين التعلم المتعكز على المشكلة ففي التعلم التقليدي يقدم المعلم الحقائق للطلبة، ويسأل الأسئلة لفحص وفهمهم واستيعابهم ومن ثم يناقش تضمينات المادة ودلالاتها وأخيرا يقيمهم من خلال اختبار أو من خلال نشاط ليتأكد من (أتقان) الطلبة لما تعلموه، على النقيض في التعلم المتعكز الذي يعتبر التعلم الحقيقي في الحياة الذي يعتمد على طرح تساؤلات رئيسية من أجل بناء المعرفة والشعور بالحاجة لتعلم وهذا الشعور غالباً ما يرتبط بمواقف صعبة تظهر فيها المشكلة ليتم حلها والوصول للمعلومة.
وأفاد أن التعلم المتعكز حول المشكلة تندرج له أسس تربوية للتعلم أذ يمثل بيئة تعليمية مثالية وفق النظرية البنائية تقود لتعلم الطلبة وتحقق العديد من مبادئ النظرية البنائية وأهم هذه الأسس على سبيل المثال لا الحصر: تمركز التعليم حول مهام أو مشكلات مرتبطة بالطلبة، تشكيل التعليم حول مفاهيم رئيسية، مساندة المتعلم أثناء العمل في بيئة أصيلة ومعقدة، تشجيع المتعلمين لإبداء آرائهم، تشجيع التعلم الجمعي وغيرها الكثير التي تصب ضمن هدف واحد وهو التعلم بالبحث.
وعرض لتجربة كلية الطب بجامعة القصيم في المملكة تطبيق هذا النوع من التعلم الطبي المستحدث إذ تعتبر سباقة لها على مستوى المملكة وهو نظام مميز تتبعه الجامعات الرائدة على مستوى العالم.
وشرح الأخصائي طريقة التدريس بالتعلم المتعكز حيث يتم خلاله عرض ومناقشة المشكلات في مجموعة صغيرة تتراوح من (8-12) طالباً برفقة هيئة التدريس حيث تستفتح الجلسة بقراءة المشكلة (الحالة) من قبل المختصين وثم يتم المناقشة على الحالة الموجودة والاتفاق على الأهداف المطلوبة من توجيه هيئة التدريس وفي نهاية الجلسة توزع استمارات على الطالب لتقيم إداء المدرس ومن جانب أخر البرنامج أيضاً أمكانية اعتماد الطالب على تحضير المواضيع حيث حيث يتم تقسيم المواضيع بين الطلاب ليتم البحث والاطلاع للموضوع الذي يتم تحضيره وبعد صياغتها صياغة مناسبة يتم تقديمها لدكتور ويتم استعراض الموضوع المجهز من قبل الطالب لدكتور المسؤول عن هذا العمل ويتم أضافة بعض الملاحظات على العمل قبل عرضه بصورة نهائية وفي نهاية المناقشة يقوم الطالب بعرض الموضوع على زملائه بحضور بعض أعضاء هيئة التدريس والعضو المسؤول عن التقييم ويتم طرح أسئلة من زملائه وتعقيبات من هيئة التدريس.
كان بين طيات المحاضرة بعض المداخلات من الحضور ومن بينها مداخلة الأخصائي أحمد آل سعيد: أن إي مشكلة تفرض البحث عن الحل ويمكن أضافة شيء لوضع الحل في حين وجود مشكلة يوجد قلق معرفي ولا يستقر الا مع وجود الحل أذن قلق المعرفة هو الذي يوجد التعلم.
من جانب آخر طالب الأستاذ أسامة الشخص بضرورة التركيز على مناهج البحث ونحن نفتقر إلى مصادر البحث وتعلم طريقته كذلك التعلم القائم على المشكلة بحاجة لإيضاح ومحاولة التوسع في تطبيقه على مستوى واسع في العملية التعليمية وخلق الدافعية ليتم اكتساب مهارات بشكل علمي.
وعقب الأستاذ نضال آل مسيري أن النواقص لدى الشخص هي التي تثير الرغبة للمعرفة والبحث في وضمن مبدأ المدرسة الجشطلية تعتمد على الغموض وحب التعلم لذلك ضرورة أتباع استراتيجية ووحدة الموضوع ليتم البحث.
ختامً تقدم الأخصائي خالد آل مريط بالشكر للأخصائي النفسي فيصل آل عجيان نيابة عن المشرفة العام للملتقى النفسي الاجتماعي الأستاذة غالية آل جمال لما قدم من معلومات أثرت الحضور وسعيه لنشر فكر تعليمي سليم للجميع.